خُتمت أمس الندوات العلمية عن تاريخ الملك فهد "الفهد.. روح القيادة"، وخصصت الجلسة الصباحية التي ترأسها الدكتور عبدالله عبدالرحمن الربيعي للبحث في السياسة السعودية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز. ووثق الدكتور عويد المشعان "الكويت" "دور الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود التاريخي في تحرير الكويت"، وتحدث عن جهوده الديبلوماسية الحثيثة لتحرير الكويت بعد حشد المواقف العربية والإسلامية والدولية. كما تطرق إلى دور القوات المسلحة السعودية في تحرير الكويت، وموقف الشعب السعودي المشرف إبان الغزو العراقي، ودور الجمعيات والهيئات الخيرية في المملكة، وموقف الإعلام السعودي الفاعل في التحرير. وفي جانب التعاون الثقافي على مستوى الوطن العربي، طرح الدكتور أحمد السعيدي "المغرب" ورقة بعنوان "التعاون الثقافي والعلمي المغربي السعودي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.. جامعة الأخوين أنموذجا"، رصد فيها أوجه التعاون على المستوى الأكاديمي بين المملكة والمغرب، وقدم شاهدا على الإسهام السعودي في استحداث جامعة "الأخوين" في إفران بالمغرب، نسبة إلى قائدي المملكتين الملك الحسن الثاني والملك فهد بن عبدالعزيز. وطرح الدكتور عبدالله منسي "السعودية" المسار التاريخي إلى اتفاق الطائف 1989 بين أطراف الأزمة اللبنانية آنذاك، مشيرا إلى أن الملك فهد كان له الدور الأكبر في جمع الفرقاء اللبنانيين في الطائف واتفاقهم، وهو ما يضاف إلى مبادرات الملك فهد لحل المشكلات العربية. وتناول الدكتور محمد مراح "الجزائر" السياسة الخارجية للملك فهد بن عبدالعزيز من خلال علاقاته بالجزائر، واستدل على نمو العلاقات السعودية - العربية في عهده، بالتحول النوعي في العلاقات السعودية الجزائرية، إذ توالت زيارة الملك فهد للجزائر منذ عام 1982، إضافة إلى دوره في جمع الزعيمين المغربي والجزائري عند الحدود الجزائرية المغربية برعاية شخصية منه، ما أثمر عن عودة العلاقات بين البلدين. وفي الجلسة الثانية برئاسة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، تحدث الدكتور علي الغامدي عن "إسهام الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، في نشر وتطوير التعليم العام"، رصد خلالها جهوده في بناء أسس التعليم النظامي في المملكة حين كان وزيرا للمعارف، وما بذله من دعم واهتمام في مجال التربية والتعليم حين تولى الحكم، وأثر ذلك في رقي المملكة. واستعرضت قماشة الحبيب نماذج لقصائد شعراء سعوديين وعرب وثقت لكثير من الإنجازات في عهد الملك فهد، مثل دوره في توسعة الحرمين الشريفين، واهتمامه بالمصحف الشريف، والقفزة التعليمية التي شهدتها المملكة في عهده، وإطلاق مهرجان الجنادرية وغيرها من المناسبات التنموية والسياسية والثقافية داخل المملكة وخارجها. وسلط الدكتور الحسين الضوء على "تطور تعليم الكبار ومحو الأمية بين عامي 1373 - 1422 في عهد الملك فهد"، ورصد جهود استراتيجية تعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة والخطة الدراسية لها، كما قدم الباحث مسحا كميا لتطور أعداد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية ليدلل على اهتمام الملك فهد بالتعليم ونشر العلم والمعرفة ومكافحة الأمية في المجتمع. وقدمت الباحثة المصرية الدكتور منال محمد خضري رصدا لجهود الملك فهد في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من الموهوبين في المملكة منذ أن كان وزيرا للمعارف، ثم في المناصب التالية التي تولاها حتى تولى سدة الحكم، فأصبحت المملكة تتبوأ مكانة الريادة بين دول المنطقة في تربية ورعاية هذه الفئة الغالية من المجتمع. في الجلسة السابعة، تحدث في مستهلها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، عن أسس الحوار ونهجه في فكر الملك فهد، من خلال الحوارات مع طلاب الجامعات ومسؤولي الإعلام وأعضاء مجلس الشورى، كما تطرق للإصلاحات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بتطوير السلطات الدستورية الثلاث والفصل بينها في عهده. وقدمت الدكتورة هيا البابطين "المملكة" ورقتها العلمية "الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رجل السلام"، عرضت خلالها دوره في توطيد السلام والاستقرار إقليميا ودوليا بما عرف عنه من ديبلوماسية حاضرة في المواقف الحرجة. واستعرضت الدكتورة نعيمة قوينس "المغرب" الإصلاح الدستوري والإداري في عهد الملك فهد، وربطت بين الأنظمة الصادرة في عهده بما تمثله من منظومة متكاملة والتطوير المجتمعي وتوفيرها لشروط النقلة النوعية للاستراتيجية العامة للمملكة العربية السعودية. وخُتمت الجلسة بورقة عن "سياسة الملك فهد بن عبدالعزيز في الدراسات الاستراتيجية الفرنسية" للدكتور نور الدين الصغير "تونس" تطرق فيها إلى المكانة العالية لشخصية الملك فهد في الدراسات الفرنسية، وما خصته الوثائق الفرنسية المتعددة وما صدر من البحوث والدراسات والتعليقات حول مختلف مراحل سياسته.