في الرياضة وبلادك تخوض حربا مفصلية مع عدو توسعي تسلل في غفلة من الزمن إلى حديقة منزلك الخلفية، هل هو نوع من الترف الذي لا تحتمله المرحلة؟ وهل من المقبول عقليا ونفسيا أن تتجاهل كل حقيقة أن بلادك تخوض حربا حقيقية مفتوحة على كل الاحتمالات، وتعيش حياتك بشكل اعتيادي وكأن شيئا لم يحدث؟ هذه التساؤلات تلح علي منذ أن انطلقت عاصفة الحزم المباركة، وكم حاولت أن أتجاهلها، وأخوض في شؤون الرياضة وشجونها مع الخائضين، لكن هيهات. ومن يدرك طبيعة هذه الحرب التي فرضت على بلادنا، وطبيعة العدو الذي نحاربه، وحقيقة المشروع التوسعي الذي بات يتهدد بلادنا من جهات عدة، ليس بوسعه أن يغمض عينيه عن كل هذه الهواجس وغيرها مما لا يقل عنها خطورة ثم يتلهى بأخبار الرياضة وقضاياها التي تبدو بالمقارنة مجرد أحداث تافهة ولا قيمة لها. الاتحاد والنصر الحقيقي حقيقة لم استطع أن أكتب عن المواجهة بين النصر والاتحاد بينما المواجهة الحقيقية والمصيرية تجري على حدودنا مع اليمن، بين جيشنا وقوى لم تعد تخفي ما تضمره من شر لنا ولبلادنا، بعد أن جندت نفسها لتكون أداة من أدوات مشروع توسعي يتهدد أمننا واستقرارنا ومصالحنا الحيوية بالخطر. فالاتحاد يجب أن يكون مع جيشنا البطل، والنصر لنا بحول الله وعونه وتوفيقه. وليس من المقبول أن أكتب عن أخطاء وخطايا لجنة الانضباط، وظلمها الواضح لنادي النصر، وأتجاهل مشاعر وأحاسيس أسر وعوائل جنودنا الأبطال في كافة أفرع قواتنا المسلحة الذين ودعوا أحبابهم من الآباء والأبناء والإخوة وذهبوا ليقوموا بواجبهم المقدس في الدفاع عن تراب هذا الوطن وعن أمنه واستقراره وكرامة أبنائه، واضعين أرواحهم على أكفهم، خصوصا صقور الجو البواسل الذين يسطرون ملحمة الشرف والكرامة. ولم أكن لأغفر لنفسي لو كتبت عن قضية اللاعب سعيد المولد التي سيعلن عن القرار الحاسم بها خلال الساعات القادمة، وتجاهلت هواجس أبناء مناطقنا الجنوبية التي تجري الحرب بالقرب منهم، وهم ينامون ويصحون على تهديدات المليشيات والعصابات الحوثية المجرمة من قطاع الطرق والمهربين المعبأين بالحقد والكراهية وروح الانتقام. الحياة لا تتوقف هذا لا يعني إنني أطالب بأن تتوقف وتتعطل الأنشطة الحياتية المختلفة في بلادنا من أجل خوض الحرب، فدعم المجهود الحربي بكل الإمكانات والطاقات يجب أن يجري في خط متواز ومتوازن مع دعم توفير فرص الحياة الطبيعية في المجتمع بأقصى ما تستطيع ظروف الحرب أن تسمح به.