اختتم مهرجان بيت الشعر الأول، دورة محمد العلي، أمس، فعالياته في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام عقب أربع ليال قضاها المثقفون بين أروقة معرض اللوحات التشكيلية في صالة عبدالله الشيخ وعلى مقاعد المسرح لمشاهدة مسرحية أو الاستماع إلى مجموعة من القصائد، مصحوبة بعزف موسيقي متنوع. وشهدت أيام المهرجان حضوراً يومياً للشخصية المكرمة الشاعر محمد العلي الذي كان محاطاً بالمعجبين الذين حرصوا على الاستماع إلى قصائده، أو الإصغاء إلى ذكرياته الممتدة لعقود. وافتتح مساء أول أمس بمسرحية «نوستالجيا» وهي مسرحية مونودراما أخرجها سلطان الغامدي وكتبها صالح زمانان، فيما قام ببطولتها منفرداً الفنان إبراهيم الحساوي. واعتبر زمانان في تصريح صحافي أن المسرحية «كانت أكثر عمل فني أو أدبي لاقيتُ فيه صعوبة، لكنها في الوقت نفسه من أكثر الأعمال التي أبهجتني حين عُرضت، كان ثمة شيء خفي في هذا العمل، سواء على مستوى التجربة الكتابية التي دخل فيها أصوات من خارج المؤلف، أم على مستوى التمثيل العالي والأداء المُتجلي، أم على مستوى الذهنية الإخراجية التي استغلت كل ظروف العرض السيئة بشكل عكسي تماماً، لتظهره كما لو كان كل شيء معتمداً وفي خدمة النص والحركة والأداء، أو حتى على مستوى إدخال الحال الفيلمية في السياق المسرحي وليس كحال موازية أو متعسفة». فيما قدم أربعة شعراء من تونس والإمارات ومصر والسعودية أمسية شعرية افتتحها الشاعر عبدالله الناصر، الذي يشارك للمرة الأولى منبرياً، وقرأ الناصر نصوصاً كان منها «أعناب الخوف»، قال فيها: يكبر الأطفال بسرعةٍ دون أن أجد الوقت لأحدثهم/ عن سيفٍ روماني غامضٍ في صخرة القلب/ عن الضلوع التي صارت جوقة كمنجات سود/ عن بنتٍ خبزتْ قمراً وأطلقت خلفه ذئاباً بيضاء/ عن القمر يصبح ثقيلاً في الأيام البيض/ عن العين التي سرق كحلها الليل/ عن الفم العذب الذي صار بئراً مسمومة». وكانت الفقرة التالية من نصيب الشاعرة الإماراتية ميسون صقر، التي قرأت نص «أَبْيَضُ وأَسْوَدُ»: كُنَّا نَتَبادَلُ الصُّوَرَ/ صُورَةُ أُمِّهِ مُقَابِلُ صُورةِ أُمِّي/ وصُورَةُ أَبيهِ مُقَابِلُ صُورةِ أَبِي/ وصُورَتُه إلى صُورَتِي/ أمُّهُ مُتَّشِحَةٌ بِردَاءٍ بَسيطٍ وعَلَى رأْسِها.../ لَم تُظْهِرْ الصُّورَةُ سِوَى الجُزءِ العُلويِّ مِنْ الجَسَدِ». وختم الشاعر المصري عصام خليل الأمسية، عبر نص «لماذا يا وردة»: ما لكِ يا وردة لا تردين السلام ؟/ أضأتُ السلّم،/ وأجريتُ إليكِ الماءَ/ لتكبري/ ملأتُ أصيصَكِ بعُمرٍ،/ وساقكِ بتجربة النموّ،/ قسّمتُ رئتيّ وأعطيتكِ هواءً لأيام». فيما قدمت في الليلة الأخيرة مسرحية «بارانويا» من تأليف عباس الحايك وإخراج ياسر الحسن، وهي مسرحية مونودرامية من إنتاج أستديو الممثل في جمعية الثقافة، وتتناول علاقة نفسية مأزومة بين موظف ورئيسه في العمل، يتنقل فيها خلال ذاكرته المتعبة ما سبب له القلق النفسي. فيما واصل المهتمون بالشعر حضورهم لأمسية أخرى شارك فيها كل من الكويتي محمد النبهان واللبناني فيديل سبيتي والسوري هاني نديم، إضافة إلى محمد الحرز وصالح زمانان من السعودية.