أكد الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية في مجلس التعاون الخليجي العميد هزاع مبارك الهاجري، أن الرد العسكري بـ«عاصفة الحزم» على الميليشيات الحوثية في اليمن، جاء خليجياً من دون مساندة عسكرية من أية دولة أجنبية، واصفاً ذلك بالنقلة النوعية في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص. وقال الهاجري في تصريح لـ«الحياة»: «عملية عاصفة الحزم تعتبر نقلة نوعية في تاريخ دول مجلس التعاون العربية الخليجية»، لافتاً إلى أن «الرد العسكري من دول المجلس جاء من دون مساندة عسكرية أجنبية، وهذا بالطبع يرفع من معنويات الشعوب كثيراً، ويزيد من هيبتها على الصعيد الإقليمي والدولي». وأضاف الهاجري: «أن عاصفة الحزم أضافت الشيء الكثير للتعاون الأمني الخليجي بشكل خاص، إذ ازداد التلاحم والتنسيق بين دول المجلس عسكرياً واقتصادياً، وهذا أيضاً يؤكد بل يثبت ضرورة وحقيقة جدوى هذا المجلس». وتابع: «إن هذا التحرك ولّد نوعاً من الصدمة للقوة التي تمثل الطرف الآخر، بأن هذه الدول لديها قدرة على الرد، وهذا إنجاز استراتيجي مهم جداً، وأيضاً التحرك السريع لـ«عاصفة الحزم» أدى إلى الشروع في البدء لتشكيل قوة ردع عسكرية من الدول العربية، تقاتل في أية بقعة تتعرض للتهديد». بدوره، قال رئيس مركز «الخليج للأبحاث» في جدة الدكتور عبدالعزيز صقر الغامدي لـ«الحياة»: «إن «عاصفة الحزم» ستكون نواة لقيادة قوات موحدة خليجية، لحماية المصالح الخليجية». وأضاف: «التهديد الجماعي يواجه بعمل جماعي». من جهته، قال رئيس مؤسسة «الخليج للأبحاث والتنمية» ناصر العبدلي لـ«الحياة»: «التحرك الحالي كان لا بد منه، حتى لا تدخل اليمن الفوضى من جديد، وحتى لا تتحول إلى سورية أو ليبيا جديدة». وأوضح أن التخوف عند الشعوب الخليجية في الوقت الحالي هو أن يطول أمد ذلك التدخل، ويتحول إلى حرب استنزاف للموازنات الخليجية ودماء شعوبه، أو شعوب عربية، أو إسلامية أخرى، خصوصاً أن هناك سبباً أيديولوجياً في تلك الحرب، يتمثل في جماعة «أنصار الله»، على رغم أنها تحولت إلى غطاء لتحركات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لتقويض تلك المبادرة. وذكر رئيس مؤسسة «الخليج للأبحاث والتنمية» أن «دول الخليج كلها معلقة بالاستقرار في السعودية، فهي كما يقال «الثقل»، الذي تستند عليه في استقرارها، وأي مساس باستقرار المملكة سيتحول إلى كارثة بالنسبة إلى تلك الدول. وهذه الحقيقة تتطلب بأن يكون هناك عمق واحد عند بحث مثل تلك المشكلات الخطرة، كالمشكلة اليمنية»، مردفاً أن «القمة الأخيرة في شرم الشيخ كرّست زعامة المملكة للعالمين العربي والإسلامي، وأظهرت بقية الدول التي تتعارض مع سياسة المملكة على أنها دول «متمردة» على الإجماع العربي والإسلامي. وهذا يرتب مسؤوليات كبيرة على القيادة الحالية للمملكة، وهي التوقف عند كل أزمة ملياً، ودرس كل ما يتعلق بها من جميع الجوانب، حتى لا نقع في معضلة».