من المتوقع أن ينشر المخرج سعيد الماروق اليوم خبراً رسمياً عن مرضه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يتحدث فيها عن حقيقة إصابته بمرض السرطان الذي أصابه بشكل مباغت، وربما يتطرق أيضاً إلى علاقته بـ " السيجارة" التي خانته بعد علاقة عمر استمرت 30 عاماً. الماروق الذي عرفناه مناضلاً في مواقفه وفنه، سوف يناضل أيضاً من أجل التغلب على مرضه وسوف يهزمه بإرادته وعزيمته، كما باعتماده على إيمانه ودعوات الأهل والأحباء والأصداء والمقربين. الماروق الذي بدا منزعجاً من تعامل بعض الإعلام مع مرضه قال لـ"سيدتي نت" في أول تصريح له: "شعرت أنه يريدون أن يحققوا سبقاً صحفياً على حسابي. هناك من نشر الخبر قبل أن أخبر شقيقاتي بمرضي . لكن الحمد لله "مشي الحال"، والكل يعرف أنني شخص قوي ومقاتل شرس والمرض لا يخيفني على الإطلاق. المحبون كثر ومحبتهم تدفعني الى محاربة المرض والقضاء عليه". ولماذا أبكي! أنا لم أبك أبداً عن بداية معرفته بالمرض وهل كانت إصابته بالبرد وزيارته الطبيب هو كان السبب في اكتشافه له، أجاب "نعم، ولكن هناك من كتب عند نشر الخبر أنني بكيت عندما علمت بمرض، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. ولماذا أبكي! أنا لم أبك أبداً، وكل ما أريده هو أن يكون كل الأحباب والأصدقاء حولي. ولكنني لست بحاجة إلى الشفقة. عندما أصبت بالرشح في بداية، صرت أسعل واختفى صوتي بسبب شيء ما أصاب الأوتار الصوتية وطالت المدة، فقصدت الطبيب قبل 12 يوماً وقلت لماذا لا أجري scan ، فاكتشفنا وجود مرض في الرئة اليمنى بعد فحص للخزعة، ولكن لم نعرف سبب بحّة الصوت. ومن ثم أجرينا صورة أخرى وتبين وجود سرطان في الغدد اللمفاوية الموجودة في القصبة الهوائية وهي التي تؤثر على الأوتار الصوتية. لكن الجراحة صعبة في هذه المنطقة بينما ورم الرئة يمكن استئصاله، ولذلك قررنا معالجة ورم الغدد اللمفاوية بالـ "الكيمو ثرابي" و"راديو ثيرابي" لمدة 6 أسابيع في لبنان. أما العلاج في ألمانيا فلا يزال بعيداً، وهو مجرد خطوة في البال، لأننا لا نريد أن ننتظر 15 يوماً لكي أعالج في ألمانيا، لكي لا يتأخر الوقت والوقت ليس لصالحي، ولذلك سوف نبدأ العلاج في لبنان يوم الإثنين المقبل لكي أوقف انتشار المرض، وفي حال غادرت إلى المانيا يمكن أن أكمل العلاج فيها". ندمت على كل سيجارة دخنتها ونفى الماروق أن يكون قد راودته لحظات ضعف أو وهن قائلاً: " إيماني بالله كبير جداً وثقتي برب العالمين كبيرة. لقد أوقفت التدخين بمجرد أن علمت اصابتي بالمرض وندمت على كل سيجارة دخنتها. وأنا أقدم اعتذاري من كل شخص"تنفست نفس سيجارة أمامه". كنت أدخن 3 علب دخان يومياً، وتبين أنها سبب بإصابتي في هذا المرض، عدا مشكلة الهواء الملوث منذ أيام حرب تموز، لأننا لا نعرف ماذا رمى الإسرائيليون علينا، والحرب في سوريا، بالإضافة إلى الزعل. في العامين الأخيرين مررت بظروف صعبة جداً بسبب مشكلتي مع رباب النعيمي والقضاء لم يكن منصفاً معي. أنا عشت ظروفاً صعبة جداً والناس لا يعرفون سوى اليسير منها، ولست بوارد التحدث عنها الآن". الماروق طمأن كل الناس والمحبين وقال:" أنا قوي جداً ولا أخاف من مشيئة رب العالمين، ولأن المحبين كثر وأولادي لا يزالون صغاراً فسوف أقاتل المرض وأنتصر عليه، بل سوف "أدعسه" أيضاً. ولكنني لم أبكِ أبداً، ولست أنا من يبكي. هناك من أراد المزايدة عليّ حتى في مرضي، مع أنه ليس موضوعاً فنياً". الماروق أكد أنه سيعيش حياته بطريقة عادية وأضاف:" لكن خلال الفترات التي أخضع فيها للعلاج الكيمائي، لن أتمكن من الحركة، لأن مناعة الجسم تتراجع كثيراً. وخلال فترة العلاج سوف أمضي وقتي في القراءة. سوف أقرأ روايات ونصوصاً، والطبيب أخبرني أنني يمكن أن أقوم بعملي بشكل عادي". عن إمكانية خضوعه للجراحة في الفترة المقبلة، ردّ الماروق "كل شيء وارد. نحن نقوم بالعلاج وفق خطوات معينة وبناءً على تجاوب الجسم للعلاج يمكن أن نخطط للمرحلة المقبلة. الأطباء أخبروني أن مرضي في المرحلة المتوسطة، وهو لم يصل إلى مرحلة متقدمة وليس في البداية. لكن الأمل كبير وموجود والحمد لله". تقديري للحياة اختلف وصرت أرى أن الناس "يهجمون على أمور تافهة جداً الماروق أشار إلى أنه لم يصرح عن مرضه بطريقة رسمية، وأضاف" تلفوني لم يهدأ حتى خلال وجودي في المستشفى ولذلك قمت بإغلاقه. كيف يمكن أن أرد على الاتصالات وأنا أخضع لـ scan. واليوم سوف أنشر خبراً على مواقع التواصل الاجتماعي أتحدث به عن مرض". وتحدث الماروق عن إحساسه في المرحلة الصعبة التي يمر بها حالياً" تقديري للحياة اختلف وصرت أرى أن الناس "يهجمون على أمور تافهة جداً"، وأصبحت أهرب وأضحك على تفاصيل لا قيمة لها. صرت أجد أن الإنسان يجري جري الوحوش وراء أمور دون أن يدرك أن ما يجري وراءه هو لا شيء، وأن الحياة غالية جداً بل حتى النفّس الذي نتنفسه غالي جداً. صرت أفكر لماذا الناس يقتلون بعضهم ولماذا لا نعيش الحياة كما هو مطلوب أن نعيشها". وعن الطريق التي سوف يعيش بها حياته في المرحلة المقبلة، أجاب الماروق" أشعر أن الله أصابني بهذا المرض، لكي أوظف تجربتي في أعمالي او في محاربتي للتدخين. انا أدخن منذ 30 عاماً وكنت أعتبر أن السيجارة صديقتي، ولكنها خذلتني مع أنني كنت أدافع عنها عندما يأتي الآخرون على سيرتها. كانت الصديقة التي أحترمها ولكنها طعتنتي في ظهري وخانتني، ولكن عندما يخون الصديق يمكن الاستغناء عنه من دون زعل".