×
محافظة المنطقة الشرقية

الأحساء .. توقف الحركة المرورية ورحلات القطار

صورة الخبر

في المجتمعات الغارقة في اللحظة الحاضرة مثل مجتمعنا نعاني من مشكلة «وسواسية» كبرى، تكمن في رفض التهيؤ للسوء ما دام بعيداً، ومن هنا تنشأ عديد من الصدمات بوقائع كان ينبغي أن نتعلم كيفية التعامل معها من قبل. ثقافة التعامل مع الكوارث، ومبادئ، وأساسيات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الأزمات كلها، بنود تربوية تأسيسية للأطفال في دول أجنبية كثيرة مثل: أمريكا، وبريطانيا، وغيرهما، فتجد الطفل بمجرد شعوره بالخطر يمسك الهاتف، ويتصل برقم الطوارئ الخاص بمنطقته، أو يحاول القيام بخطوة إسعافية في حال حدوث عارض ما له، أو لمَنْ حوله. أما في مجتمعنا، فكم طفلاً يحفظ رقم الإسعاف، أو الدفاع المدني، أو الطوارئ؟ وهل يعرف أطفالنا في حال اهتزاز الأرض أن عليهم الانبطاح تحت طاولة ما، مثلاً، أو عند حدوث حريق أن عليهم النزول بأجسادهم عن مستوى الدخان؟، أو غير ذلك من إجراءات السلامة والطوارئ. مع الأسف، نلاحظ أن معظمنا يتجاهل مضيف الطيران أثناء شرحه تعليمات السلامة، والإجراءات المتبعة في حال حدوث خلل، أو طارئ، ومعظمنا لا يكترث بقراءة كتاب عن الإسعافات الأولية، أو حضور دورة تدريبية عنها، ومن هنا غرسنا في أطفالنا ثقافة الطمأنينة الممتدة، التي لا يصحو أحدهم منها إلا بموقف مفاجئ لم يتهيأ لمثله من قبل. لي من الصديقات مَنْ يسكن في المناطق القريبة من الحدود اليمنية، وحالة أطفالهن صعبة هذه الأيام بسبب أصوات القصف القريبة، وقد أضحت الحلول العاجلة لهن لتبرير سماع هذه الأصوات عبر تغيير الحقيقة، وإخبار الطفل بأنها مجرد أصوات لألعاب نارية، أو أعمال بناء بالقرب منهم، وهذا خطأ آخر لأن الحقيقة أن هذه الأصوات هي أصوات حرب، وشرحها للطفل على أنها حرب، ويحدث فيها كذا، وكذا من التفاصيل، أمر مهم جداً، إلى جانب تعليمهم كيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات عند حدوثها. ولنفس السبب فقد حدثت كثير من المواقف المؤلمة إبان سيول جدة، وكان ينبغي أن نتعلم منها دروساً كثيرة في إدارة الأزمات، والكوارث، و»النائبات»، وتعليمها لصغارنا. التهيؤ لحدوث أمر سيئ ليس تشاؤماً، أو جلباً له، بل هو استراتيجية فكرية لاحتواء ما قد يحدث بأقل قدر ممكن من الخسارة، والندم.