في العام 1990م انطلقت عاصفة الصحراء من أراضي المملكة العربية السعودية لتقتلع جند صدام حسين من الكويت بتحالف «دولي» غير مسبوق، وها هو التاريخ يُعيد نفسه بتحالف آخر، ولكنه هذه المرة «إسلامي» سيجتث بمشيئة الله تعالى «الحوثيين» من أراضي اليمن الشقيق. التاريخ خير شاهد على أن عواصف السعودية حين تأتي على قوى الشر لا تأتي فرادى، لذا هي «أم العواصف» ويحق لها أن تفخر بذلك ويفخر شعبها الأبي، عندما تهب رياح العواصف من أراضيها تقتلع في طريقها الأشرار وتأخذهم غير مأسوف عليهم إلى مزبلة التاريخ، هكذا هي دائماً المملكة العربية السعودية تتميز بسياسة ضبط النفس بفضل حنكة وحكمة ودهاء قادتها، وبعد نظرهم، وتقديرهم للأمور وعواقبها، ولكنَّ المتغطرسين هم من يخطئون دائماً في تقديراتهم وتفسيرهم للأشياء ويتناسون «غضب الحليم»، فالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من أغضب الحليم، والسعد والهناء لمن كان له عوناً ونصيراً، فها هي المملكة العربية السعودية تمارس دورها القيادي، كدولة حباها الله القيادة والريادة، والقوة، والهيبة، وفضَّلها على سائر الأمم بكونها قبلة للمسلمين، وشرَّف قادتها بخدمة الحرمين الشريفين، ونصرة المسلمين في كل مكان، وها هي توقف «المتمرد» الحوثي عند حده وتُفسد مخططاته ومخططات من جعله أداة لزعزعة أمن المنطقة وعوَّل عليه كثيراً في تحقيق أمانيه التي لن يراها إلا في أحلامه، لأنه لن يستطيع تحقيقها في عرين الأسود. فنَعَم لعاصفة الحزم التي قطعت رأس الأفعى قبل أن تتمدد في أراضي اليمن، وتهدد أراضي الخليج وأمنه، ونعم لعاصفة الحزم التي قتلت أحلام أعداء الوطن في مهدها، ونعم لعاصفة الحزم التي نصرت الحق وحافظت على الشرعية، ونعم لعاصفة الحزم التي أعادت للأذهان أفعال الرجال العظماء لتتناقل الأجيال بكل فخر ذكريات العز والشرف التي ترفع الرؤوس إلى هامات السحب، رحم الله «قادتنا» الذين خلد التاريخ ذكرهم وشهد على أفعالهم ومواقفهم العظيمة، وأبقى الله لنا «حكامنا العظماء» الذين ساروا على خُطاهم وسطروا تاريخاً جديداً للمملكة العربية السعودية سيُكتب بمداد من ذهب.