تعيش المملكة العربية السعودية اليوم ظرفاً مميزاً بكل المعايير سواء في تحدياتها الداخلية فيما يخص البناء والتقدم في ظل أسعار بترول منخفضة، وكذا أيضاً خارجية بسبب التوترات السياسية المحيطة والتي أدت للتدخل السعودي الحاسم في اليمن لاستعادة الشرعية لحكومة الشعب اليمني الشقيق.. وسط ذلك كله شكلت صورة جميلة ومشرفة للشعب السعودي بوقفه قلباً وقالباً مع حكومته بروح وطنية تثبت للجميع قيمة السعودية في قلب كل سعودي.. من آراء أتلقاها وكتابات أقرؤها وحديث المجتمع أيضاً أرى سيلاً من المشاعر الوطنية التي تستحق منا جميعاً أن نهنئ أنفسنا بهذا الوعي الأخلاقي الكبير والذي يزرع الطمأنينة ويؤكد صلابة الجبهة الداخلية التي هي أهم الجبهات، وصلابتها هي صلابة الوطن وقوته.. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قيمة المعرفة والتنمية سواءً مما أسسته مملكتنا من جامعات وبعثات وكذلك تطور التقنية في تواصل المعلومة للجميع ليرى المواطن فرص التنمية في وطنه ويقارنها بأوطان أخرى ليكون هو أحد سبل وأدوات التنمية في وطنه.. انظروا لما يقوم به الشيعة السعوديون من مواقف مشرفة تؤكد ما أقول، ويشهد عليه آراؤهم سواء من الكتّاب الشيعة الأفاضل أو الأفراد العاديين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لا تخضع لرقيب أو حسيب سوى ضمير المتحدث.. والسبب هو الوعي الوطني وأهميته، وهم يرون وطنهم الكريم على تعليم أبنائه وكذا بناء مدنه وتنمية اقتصاده يخوض تحدياً استلهم منهم الشعور الوطني.. الشعب.. هنا.. بأكمله يقف صفاً واحداً خلف قيادته، والسبب أن المملكة لم تتحيز بين أبنائها، فقد كان المبتعثون للدراسة من كل المناطق، وكذا شمولية الجامعات والمستشفيات في كل أرجاء المملكة.. لذلك أقول لمن يعتقد من الخارج أنه يستطيع شق الصف السعودي باعتقاد ساذج أن الشيعة السعوديين تنقصهم الوطنية فإني أقول له أنت مخطئ.. مخطئ.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net