بعض الناس لايستطيع أن يعيش في هذه الحياة دون أن يكون خائناً ، فالخيانة منهجه وهي المبدأ الذي نشأ وترعرع عليه ، فتجده يعمد لخيانة أقرب الأقربين اليه ولا يعرف معنى لوعد أو عهد أو ميثاق فهو خائن لاشيء يهمه سوى نفسه وماله فهو يبيع أهله ووطنه وكل ماحوله في سبيل مصلحته وسلامته . ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس اليمني المخلوع ( علي عبدالله صالح ) توجه بعرض للمملكة العربية السعودية قبيل بدء العملية العسكرية ( عاصفة الحزم ) بأيام قليلة يقايض فيها على العقوبات المفروضة عليه مقابل خيانة حلفائه من الحوثيين ومقاتلتهم بـ 100 ألف من الحرس الجمهوري وطردهم من صنعاء ، وذكرت التقارير أن ابن الرئيس المخلوع ( أحمد ) التقى بوزير الدفاع السعودي وقدم له سلسلة من الطلبات الشخصية منها رفع العقوبات ومنع السفر وتجميد الأموال والحصول على الحصانة المشار اليها في المبادرة الخليجية ووقف الحملات الإعلامية مقابل الإنقلاب على الحوثيين الذين يوالونه وتحريك الجيش وفق مشورته فكان الرد الحازم برفض هذه المقايضة جملة وتفصيلاً والالتزام بالمبادرة الخليجية وعودة الشرعية . هكذا هم الخونة يعيثون فساداً في الأرض وينحازون إلى مصالحهم ويخونون حلفاءهم في سبيل تحقيق أهدافهم ، لاعهد لهم ولاذمة وهذا ليس بمستغرب على الرئيس المخلوع فهو الذي أكرمته المملكة ودعمته وأيدته وعندما نجا من محاولة الاغتيال حرصت على متابعة شفائه وهاهو اليوم يخونها ليتحالف مع الحوثيين ضدها ، وما إن علم بأن الحزم قادم هاهو يبادر بطلب المقايضة واستعداده للانقلاب على حلفائه الحوثيين بل هاهو ينادي بالعودة للحوار والتعهد بعدم الترشح للرئاسة سواء هو أو أحد من أبنائه ظناً منه أن الناس سيصدقونه ويصدقون وعوده . الخونة هم خونة في كل زمان ومكان قوتهم الكذب وأسلوبهم المراوغة والابتزاز ومبدأهم الرئيسي ( أنا ومن بعدي الطوفان ) فلا قيمة لوطن أو شعب عندهم بل المهم مصلحتهم والمحافظة على أموالهم . هذا نموذج للخونة وهناك غيره الكثير ممن ينبغي على أمتنا أن تحذر منهم ولاتأمن غدرهم أو مكرهم ، حفظ الله مليكنا ووطننا من الخونة والغادرين . Ibrahim.badawood@gmail.com