اعتبر عضو مجلس النواب الأميركي المكلف بالتحقيق في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في عام 2011 أن وزيرة الخارجية السابقة تقاعست عن الرد على طلب تسليم رسائل البريد الإلكتروني الشخصي التي تلقتها أو أرسلتها حين كانت وزيرة للخارجية، مشيراً إلى أن الكونغرس سيستدعيها للمثول أمامه لتوضيح هذه المسألة. وكانت كلينتون أكدت، على لسان محاميها، مساء أول من أمس، أن كل رسائل بريدها الإلكتروني الشخصي حين كانت وزيرة، تم تسليمها إلى أرشيف الوزارة أو تم محوها. ورفضت بذلك المهلة التي كان حددها رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في هجوم بنغازي، النائب الجمهوري تري غودي، بتسليم الرسائل. كما طلب غودي من الوزيرة السابقة الديمقراطية، التي يحتمل أن تعلن قريبا ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، تسليم الخادم الخاص لبريدها إلى طرف ثالث مستقل يتولى مهمة التحقق مما إذا كانت كل الرسائل ذات الطابع المهني قد سلمت فعلاً إلى وزارة الخارجية من أجل توثيقها. وأرسلت كلينتون رداً، بواسطة محاميها ديفيد كيندال، رفضت فيه تلبية أي من هذين الطلبين الجمهوريين. وكانت الوزيرة السابقة أقرت خلال مؤتمر صحافي في 11 مارس (آذار) الحالي بأنها استخدمت حسابا بريديا وحيدا يديره خادم خاص حين كانت على رأس الدبلوماسية الأميركية بين يناير (كانون الثاني) 2009 والأول من فبراير (شباط) 2013. وأوضحت يومها أنها قامت لاحقاً بعملية تصفية لكل الرسائل التي وردت أو أرسلت من هذا الحساب بأن صنفتها بين رسائل تتعلق بأمورها الشخصية وأخرى تتعلق بوظيفتها الرسمية، مشيرة إلى أن الأخيرة وعددها نحو 30 ألف رسالة جرى تسليمها إلى وزارة الخارجية لأرشفتها بحسب ما يقتضيه القانون، في حين أن الرسائل الباقية وعددها نحو 32 ألف رسالة جرى محوها. ويومها أثار إعلان كلينتون هذا عاصفة انتقادات في أوساط الجمهوريين. وأول من أمس، أرسل محامي كلينتون رسالة إلى الجمهوريين يبلغهم فيها أن موكلته تعتبر هذه القضية منتهية لأنها سبق وسلمت الحكومة كل الرسائل التي يمكن أن تكون مهمة في نظر لجنة بنغازي. وهناك نحو 300 رسالة من هذه الرسائل تسلمتها اللجنة من وزارة الخارجية في فبراير الماضي. كما رفضت كلينتون، بحسب رد محاميها، تسليم الخادم الخاص ببريدها الشخصي إلى طرف ثالث، مبررة رفضها بأن هذا المطلب لا يستند إلى أي أساس قانوني. ورداً على الرسالة الجوابية لكلينتون، قال غودي في بيان: «لقد تبلغنا اليوم بواسطة محاميها أن السيدة كلينتون قررت بشكل أحادي الجانب تنظيف خادم بريدها ومحو كل الرسائل التي كانت موجودة على خادم بريدها الشخصي محوا دائما». وندد النائب الجمهوري برد كلينتون هذا، واصفا إياه بـ«غير المسبوق»، مؤكداً أن الكونغرس سيستدعيها للمثول أمامه لتوضيح هذه المسألة.