طغى الوضع في اليمن على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الإثنين، حيث تابعته بالأخبار والتقارير والتحليلات. في صحيفة الديلي تلغراف حملت الافتتاحية العنوان جيش عربي جديد. تبد أ الافتتاحية بإشارة إلى أحد مؤلفات تي اي لوارنس، والمعروف باسم لورنس العرب. في كتابه أعمدة الحكمة السبعة يكتب لورانس من أهم الصعوبات التي تواجهها الحركة العربية صعوبة تعريف العربي. كانت مهمة لورانس تشكيل جيش عربي يحمل السلاح ضد العثمانيين. وتشير الافتتاحية إلى مؤتمر القمة العربية الذي عقد في شرم الشيخ الأحد، واتفق الزعماء العرب المجتمعون فيه على تشكيل قوة عربية لمواجهة الحوثيين في اليمن. وستتشكل القوة المشتركة من قوات عسكرية من عشر دول سنية، وستتولى السعودية القيادة. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أبدى استعداده لإرسال قوات برية إلى اليمن إذا اقتضت الضرورة. وقال السيسي إن التحديات التي تواجهها المنطقة العربية تهدد هويتها. وتقول الصحيفة إن الهوية العربية تشرذمت في الفترة الأخيرة، لكنها مدينة باستعادة أهميتها لاستعراض إيران عضلاتها كقوة إقليمية في المنطقة. وتختم الصحيفة الافتتاحية بالقول ان القوة العربية التي ستتشكل في الوقت الحاضر سيكون منوطا بها مواجهة الحوثيين وتنظيم الدولة الإسلامية، لكن الخطر الحقيقي المحدق في المنطقة العربية مصدره إيران. التدخل السعودي والحرب الأهلية ولم يغب الوضع اليمني عن افتتاحيات صحيفة الفاينانشال تايمز ، فقد حملت إحداها العنوان التالي التدخل السعودي يهدد بحرب أهلية شاملة في اليمن. تستهل الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن التدخل السعودي في اليمن يرسل رسالة قوية إلى منافستها على النفوذ الإقليمي، إيران. وللتدخل السعودي مخاطر كبيرة، كما ترى الصحيفة، فيمكن أن يؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية شاملة. وتقول الصحيفة إن السعودية كانت دائما تحاول ممارسة نفوذ على جارتها الجنوبية، أحيانا بالرشوة، وأحيانا بتطبيق مبدأ فرق تسد، وذلك باستخدام بعض القبائل الحدودية. وترى الصحيفة أن اليمن أثبت خلال نصف قرن من النزاعات أن لايمكن حكمه بسهولة، فقد عجز عن ذلك الإنجليز كما الإمبراطورية العثمانية. وتتطرق الافتتاحية الى التركيبة المعقدة للمجتمع اليمني، وتقول إن هذا لا يعني السعودية وحلفها السني، فهي مهتمة بالتدخل الإيراني بشكل أساسي، فقد اثار تقدم الحوثيين قلقهم، خاصة أن هذا يأتي بعد أن تمكنت إيران من ضمان حضور في العراق وسوريا ولبنان. إلا أن الحوثيين جزء من نسيج المجتمع اليمني، تقول الصحيفة ، وسبق وجودهم هناك صراع النفوذ مع إيران، ولن تفلح الغارات الجوية في تغيير التعقيد في تركيبة المجتمع اليمني، بينما سيؤدي دخول قوات برية إلى زيادة تعقيد الوضع. وترى الصحيفة أن لا وجود لخطوط واضحة بين الجهات المتصارعة في اليمن، بل مظالم منتشرة عبر البقعة الجغرافية، بالإضافة إلى حضور الجهاديين. شرطي المنطقة وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت، لكن نبقى مع نفس الموضوع. نشرت الصحيفة تعليقا بعنوان ألرياض تنصب نفسها شرطيا للمنطقة، كتبته لينا خطاب. ترى كاتبة المقال أن قرار مؤتمر القمة العربية بتشكيل قوة عربية موحدة على خلفية الصراع في اليمن يهدف في الحقيقة إلى استعادة النفوذ السعودي في المنطقة. وتقول الكاتبة إن السعودية كانت في الماضي وسيطا ذا ثقل في المنطقة، لكن دورها اضمحل في الفترة الأخيرة، جزئيا بسبب صراعات على السلطة داخل العائلة الحاكمة نفسها. وكان من نتيجة هذه ان افتقرت السياسة الخارجية السعودية إلى التماسك، وهو ما شهدت اليمن نتائجه. وتعود الكاتبة بضع سنوات إلى الوراء، إلى اندلاع الانتفاضة في اليمن، والتي رأت فيها السعودية تهديدا، فتوسطت عبر مبادرة خليجية لنقل السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. لكن لم تكن هناك رؤية موحدة حول مصير صالح، وهكذا فقد بقي في اليمن وتمكن من قيادة حزبه السياسي والتخطيط للعودة إلى الحياة السياسية. ورغب بعض السعوديين في إبقاء القنوات مفتوحة مع الحوثيين، حيث في مناهضتهم للإخوان المسلمين مصلحة لهم، بينما صور البعض الحوثيين على أنهم ممثلو إيران في اليمن.