ذكر «د.عبدالله بن عبدالرحمن الشثري» -إمام وخطيب جامع قصر خادم الحرمين الشريفين في المعذر وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً- أنّ الدفاع عن المملكة هو دفاع عن الإسلام وأمن المملكة هو أمن للعالم الإسلامي، والجيش السعودي إذا حارب أو قاتل فإنه ينطلق من عقيدة صحيحة، ولا يمكن أن يحارب من أجل أهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تخالف دينه وعقيدته بأي حال من الأحوال، مضيفاً: «الجندي السعودي يتلقى تعاليم الدين وأخلاق الحرب خلال دراسته وتدريباته العسكرية، وأعلم يقيناً أنّ القوات العسكرية تربي جميع منسوبيها على مبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة، وعلى صحة التوحيد وسلامة العقيدة والقرآن والسنة، فهما المصدر الأول لإرادة القتال للجيش السعودي حيث ارتبط الهدف العسكري في المملكة وانطلق من العقيدة الإسلامية الصحيحة ونصرة الحق ورد عدوان المعتدي»، موضحاً أنّه لذلك فإنه يوجد في كل قطاع للجيش السعودي إدارة خاصة بالشؤون الدينية، تهتم بغرس وتعزيز عقيدة الإسلام، وأخلاقه، وآدابه، في نفوس منسوبي الجيش السعودي، من خلال وضع البرامج والدورات التوعوية في الأمن الفكري، وفضل اجتماع الكلمة، والسمع، والطاعة، لولي الأمر بالمعروف، وفضل المرابطة في سبيل الله، وتعقد لذلك الندوات والملتقيات فيما يختص بالشؤون الأمنية والحربية للجيش السعودي. وقال: «قد وفقني الله لإلقاء عدد من المحاضرات والكلمات في مختلف أفرع القوات العسكرية البحرية، والبرية، والجوية، في موضوعات متفرقة، كلها تصب في تقوية جانب العقيدة والأخلاق وبيان مكانة المملكة، وما لها من خصوصية، وأنّ الدفاع عنها هو جهاد في سبيل الله، كما قرر ذلك كبار علمائنا، ورأيت وشاهدت البرامج الهادفة التي تبني عقل أفراد الجيش السعودي على التدين الصحيح، وممارسة العمل العسكري وفق أحكام الشرع الحكيم»، منوهاً بأنّه لا غرابة أن نجد أفراد الجيش السعودي على عقيدة ودين صحيح، فهم يقاتلون بعقيدتهم قبل سلاحهم، وهذا هو النصر الحقيقي كما قال الله تعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، وهذه العقيدة تم غرسها في نفوس المقاتلين السعوديين، فأضاءت لهم الطريق بنور الإيمان، ومنحتهم الشجاعة والإقدام. وأشار إلى أنّ تثبت الدين الإسلامي في وجدان الجيش السعودي زرع فيه قوة ذاتية، تحركه وتدفعه بحب ورغبة صادقة في الذب والذود عن بلاده وحماية مقدساته، ومن هذا المنطلق بُنيت السياسة العسكرية في الجيش السعودي على أساس الجهاد الصحيح، بضوابطه، وشروطه، عملاً بقوله تعالى: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، كما أنّ بناء عقيدة الجيش السعودي الإسلامية لقيت جانباً مهماً لدى المسؤولين في وزارة الدفاع، بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع -حفظه الله-، ودعمه المتواصل، وحضوره المباشر، حتى تَكّون لدى الجيش السعودي بفضل الله وكرمه قدرة وقوة على رد العدوان، وهذا كله في ظل الآداب الشرعية للحرب والقتال التي جاءت في شريعة الإسلام، وهذا الذي ميز جنود الجيش السعودي الأماجد نصرهم الله وثبهم في مواطن القتال.