×
محافظة المنطقة الشرقية

«25 قصة نجاح» من أصعب البدايات .. إلى أنجح النهايات ..وما هو الأنجل لست؟

صورة الخبر

فجر الخميس الماضي كان الوطن كله على موعد مع ملحمة فخر، استيقظ المواطنون على وقع نصر وكرامة، يعيد للأجيال ذكرى انتصار العرب على المجوس في قادسية عمر بن الخطاب! فمنذ ما يزيد على الثلاثين عاما والأمة العربية تعاني من استفزاز المجوس وغرورهم، وإصرارهم على تصدير الثورة استجابة لوصية المقبور الخميني، إذ لم يتوقفوا عن تصدير ثورتهم إلى الدول العربية، لا سيما تلك التي يضم شعبها أكثرية أو أقلية شيعية، رغم كل التصريحات النافية لذلك، فخطة اختراق الدول المحيطة وتغذيتها بالوقود الثوري، ماضية في طريقها محروسة بالحرس الثوري، لأن العقلية الثورية متوترة بطبيعتها، يزعجها السلام والهدوء، والعمل في وضح النهار أمر تعجز عن ممارسته، كما أنها تعجز أيضا عن تحمله، ولا شيء يفقدها اتزانها أكثر من وجود جيران يعيشون في أمن وسلام، ما يشعل في صدورها نيرانًا لا تنطفئ إلا بإزعاج أولئك الجيران، كل ذلك لم يتمكن الفرس من تحقيقه لولا حفنة من العرب الخُوان تنكروا لأمتهم، فكل حزب أو جماعة عميلة تزرعها في الوطن العربي، تؤمن بولاية الفقيه، ما يعني سهرها على تنفيذ أجندتهم. لقد أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز بداية فجر عربي جديد، انطلق من أطهر البقاع ليعلن لأحرار الأمة العربية، أنه آن الأوان لتطهير منطقتنا من عربدة المجوس وأزلامهم، وما يحاولون فرضه علينا من فوضى وخراب وتدخل وتوسع، وغير ذلك من أمور لا يجدي معها إلا منطق القوة، فجاء القرار السعودي معلنًا (عاصفه الحزم) لتفيض إصراراً لا يعرف ضعفًا ولا فتورًا ولا ترددًا، قرار صدر عن نفس لا تعرف التردد والنكوص، ولا الظلم والاعتداء، بل صدر عن عزم على كسر عنجهية مجوسية ظلت سنين عددا تصول وتجول في الوطن العربي وتعيث فيه فساداً وتخريباً، مدفوعة بأحقاد قديمة ظلت تنمو على مرّ الأزمان. وإذا كان الدفاع عن حدودنا من مغامرات شرذمة تأتمر بأمر دولة المجوس عدواناً، فماذا يُسمى تدخل دولة المجوس في سورية، وإبادتها لآلاف السكان الأبرياء وتهجيرهم من بلادهم، نصرا للطاغية بشار منذ أربع سنوات لذا نقول إن المواجهة كانت حتمية لنزع المخلب الإيراني في اليمن، تلك الشرذمة من الحفلة العراة التي تتحرك وفق ما يمليه عليها الولي الفقيه لهم، فهم ليسوا سوى أداة كغيرهم من الأدوات التي تعبث في عدد من دول المنطقة، حزب (نصر اللات) وبقية الأحزاب الشيعية في العراق، وما عدا هذه المواجهة (عاصفة الحزم) يعني السماح بفوز الحوثيين، ما يمكّن المجوس فعلياً من احتلال اليمن، وكسر إرادة المواطنين الرافضين للمجوس، وتحويله قاعدة لها على حدودنا الجنوبية، وهو ما كانت تعمل له منذ المقبور الخميني الذي أوصى قبل موته باستهداف السعودية واستنزافها. لطالما اعترى العرب الشرفاء الحزن والغضب لانتهاكات دولة المجوس وعبثها في أوطاننا، تجسسا وفتنة وإرهابا، لكن (عاصفة الحزم) أعادت للكثيرين الأمل بالقدرة على مواجهة الفرس، لتكون بيننا وبينهم أكثر من قادسية، متى ما نهض بقية العرب من سباتهم، ونظفوا بلادهم من مخالب إيران التي تغرسها بين ظهرانيهم، فلا شيء مستحيلا ضد تلك الفقاعة المجوسية. لقد حاول مجلس التعاون الخليجي التوسط في الثورة الشبابية 2011، وصياغة مقترحات عديدة لانتقال السلطة، وأكد حينها الرئيس المخلوع صالح أنه سيقبل الخطة وسيغادر السلطة بعد شهر من توقيع الاتفاقية التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات على الرغم من رفض المتظاهرين للصفقة، منتقدين الأحكام التي تمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية، لكن الحوثيين وعلي عبدالله صالح وأسيادهم الإيرانيين أفشلوا المبادرة الخليجية، وظلت السفن الإيرانية تفرغ يوميا عشرات الأطنان من الاسلحة لعصابة الحوثي، التي بدأت باجتياح كل المناطق اليمنية، وهددت الشرعية الدستورية، ودفعت البلاد الى حرب أهلية، بل انها بدأت علنا تهدد دول جوار اليمن، ولا سيما بلادنا وباقي الدول الخليجية. ولأن أحداث اليمن باتت تشكل تهديداً لأمننا القومي وأمن دول الخليج العربي، جاء التحرك بقيادة بلادنا وبالتعاون مع مجموعة من دول الخليج العربي والحكومة اليمنية ودول عربية أخرى، حماية لليمن وشعبه من الاحتلال الإيراني والميليشيات الحوثية، يمثل هذا القرار خطوة صائبة ورادعة، بتشكيل جبهة تتصدى لمخططات النظام الإيراني التي تستهدف المنطقة العربية برمتها. لقد تعامل الحوثيون مع التظاهرات الرافضة للانقلاب بإطلاق الرصاص وقتل مدنيين ونشطاء، وهدم بيوت وتفجير تجمعات ومؤسسات حكومية وغير حكومية، وزادوا على ذلك بقيام المليشيات الإرهابية باختطاف مدنيين ونشطاء، وفرض الإقامة الجبرية على سياسيين ووزراء، وحتى الرئيس حوصر في منزله حتى تمكن من الفرار إلى عدن، ومن ثم قصفوا القصر الرئاسي في عدن عدة مرات، وآخر انتهاكات تلك الشرذمة، سيطرتهم على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الواقعة شمال مدينة عدن، فأي اعتداء وتجاوز أكثر من هذا مما لا يتصور حدوثه إلا من جماعة أو دول مستعمرة؟ ما يذكرنا بما فعله حسن نصر اللات عند احتلاله بيروت، ولولا بقية من خوف ردة فعل المجتمع الدولي لفعلوا أكثر من ذلك. "ويوجه خصوم الحوثيين للجماعة اتهامات بالحصول على الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران التي لا يخفون تعاونهم معها، وقد سبق لعدة مسؤولين يمنيين أن اتهموا الجماعة بالحصول على السلاح الإيراني، وبتلقي الدعم والتدريب من عسكريين إيرانيين، أو مقاتلين من تنظيمات شيعية عربية، وعلى الرغم من المسافة البعيدة التي تفصل اليمن عن إسرائيل، إلا أن الشعار السياسي للحوثيين هو "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود"، ويرى بعض من يراقب عمل الجماعة أن تلك الشعارات على صلة بالموقف العقائدي للجماعة التي تؤمن – وفقا للمعتقدات الشيعية – بدور سيلعبه اليمن في حروب نهاية الزمان عند خروج المهدي المنتظر" ويقول باحث آخر، إن الحوثي الأب "كان مصمما على مشروعه وهو بناء حزب إيراني في اليمن على غرار حزب الله، واستعادة السلطة له بزعمهم الانحدار من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم - كعادة الكثير من العائلات الدينية الشيعية - وهم أحق بالسلطة المغتصبة. وعلى الرغم من دعم كثير من الدول للعمليات ضد الحوثيين، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، إلا أنه كان من الطبيعي أن تستنكر إبران وتشجب، هي وعملاؤها في المنطقة العربية كحزب اللات اللبناني وكل الميليشيات الشيعية في العراق، فالإعلام الإيراني أصابه اضطراب خلال الساعات الماضية من هول المفاجأة أمام تحرك بلادنا، وأخذ في الشجب والاستنكار، وكأن الغارات فوق طهران. عبرت إيران عن إدانتها للحل العسكري الذي نفذ من قبل بلادنا، وإلى جانبها الدول الخليجية والعربية التي شاركت ليلا في اليمن ضد مواقع للحوثيين ضمن عملية "عاصفة الحزم" ودعت إلى الوقف الفوري لهذا التحرك الذي رأت أنه يتناقض مع مبادئ القانون الدولي، انظروا من يتحدث عن القوانين الدولية!! وأكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف بما وصفه بالضربات الجوية بقيادة السعودية "ستؤدي إلى إراقة الدماء وتنتهك سيادة اليمن" وطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية، مشيرا إلى أن بلاده ستبذل كل الجهود الضرورية لاحتواء الأزمة في اليمن،، انظروا ايران تشجب وتستنكر وتهدد وتصرخ ولن تقدم اكثر من هذا لمن تحرضهم على بلدانهم، ففي أحداث البحرين حذر وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي بأن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تدخل السعودية في البحرين "، ثم ما لبثت تهديداته أن ذهبت أدراج الرياح، عندما دخل درع الجزيرة البحرين، وأحكم سيطرته على مخالب إيران، وها هو المشهد نفسه يتكرر الآن في اليمن. إيران ليست أكثر من فقاعة، وهي أجبن من أن تتدخل عسكريا في أحداث اليمن، هي فقط تبعث رسائل تهديد لطمأنة الخونة الموالين لها. وصفت القنوات الناطقة باسم دولة الملالي، كوكالة أنباء فارس الرسمية، وقناة العالم الإيرانية، وتلك التي تزعم أنها عربية من الموالية لطهران كقناة المنار الناطقة باسم حزب اللات اللبناني، وقناة الفرات الناطقة باسم المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم في العراق، وغيرها من الصحف التي يديرها عملاء عرب لإيران، كلها وصفت عملية "عاصفة الحزم "بالعدوان السعودي"، "والمخطط الأميركي - السعودي". وإذا كان الدفاع عن حدودنا من مغامرات شرذمة تأتمر بأمر دولة المجوس عدواناً، فماذا يُسمى تدخل دولة المجوس في سورية، وإبادتها لآلاف السكان الأبرياء وتهجيرهم من بلادهم، نصرا للطاغية بشار منذ أربع سنوات، وماذا يسمى تدخل المجوس في العراق لإبادة السنة بطريقة ممنهجة مع عملائها من الشيعة العراقيين الذين باعوا عروبتهم تماهيا مع مخطط دولة المجوس، بل ماذا يسمى تدخل ايران في لبنان بواسطة مخلبها حسن نصر اللات الذي يحتل لبنان كله نيابة عن المجوس؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر فذلك العميل الإيراني قد خطب للاحتجاج على عاصفة الحزم، مدعوما بأكاذيب أصبحت معروفة عنه، بل بأي وجه تحدث وهو يجسد أكبر احتلال وتدخل سافر وقح في دولة نحسب أنها ذات استقلال وسيادة، حدّ منعها من اختيار رئيس لها منذ ما يقارب السنة؟ إن وقوف بلادنا ودول الخليج والدول العربية والصديقة مع الشرعية في اليمن هو ذات الموقف الذي اتخذه الملك فهد في تحرير الكويت ضد احتلال صدام، والموقف نفسه الذي اتخذه الملك عبدالله ضد إيران وعملائها في البحرين، وها هو الملك سلمان يقوم بالدور نفسه في اليمن، فلا غرابة لأن القرارات الكبيرة لا ينفذها إلا الكبار، وليس الصغار الباحثون عن أدوار. يوم (عاصفة الحزم) يوم يليق ببلادنا ودورها في المنطقة، وباستعادة الكرامة العربية، إنه اليوم الذي يصدق عليه قول الحسن الجويني مهنئاً صلاح الدين الأيوبي بالنصر على الصليبيين: هذي الفتوحُ فتوحُ الأنبياء وما لها سوى الشكر بالأفعالِ أثمانُ لو أن ذا الفتحَ في عهدِ النبي لقد تنزّلت فيه آياتٌ وقرآنُ