بكم بعت صاحبك؟ بقلم/ سامي أبودش بكم بعت صاحبك؟ سؤال بسيط ومختصر؛ كي تسأله لنفسك أيها الصاحب، ليجيب عليك زمانك أو بالأصح زماننا الذي قد أصبح فيه الصاحب أن يبيع صاحبه عنوة وبكل بساطة ليكون أمرًا عاديًا أو معتادًا ولا غرابة فيه، أو كأنه شيئًا تافهًا لم يكن أو كردة فعل طبيعية ومتكررة أحداثها بشكل شبه يومي، ضاربًا بذلك عشرة العمر وصداقة السنين والتي جمعتهما معًا على الحلوة والمرة، وكل هذا إما من أجل قصة حب واهية (كأنثى مثلًا أو كأي أحد كان) ليكونا سببًا مباشرًا في أن يختلف الصاحب مع صاحبه أو حتى من أتفه الأسباب غير المباشرة والتي أدت في نهاية المطاف إلى أن يبيع الصاحب صاحبه، ويضحي به من أجل أمور أخرى أو مصلحة قد لا تقل في أهميتها عن ما ذكرته مسبقًا؛ فكلها أسباب كثيرة ومهما اختلفت إلا أن حالتها واحدة وهي بيع الصاحب لصاحبه وبأرخص ثمن من أجل هذه الدنيا الفانية والتي لا تسوى شيئًا إن ذهبت فيها الصحة والعافية، ومن ثم الخليل أو الصاحب أو الصديق الوفي في وقت الضيق؛ فزوالهم قائم بحضور المصلحة وموت الضمير المصاحب لمرض القلوب؛ فعجبي منك أيها الزمان فقد أصبحنا محاطين بأشباه الرجال، وممن يشترون المصالح ويبيعون العشرة الوفية برخص التراب، زمن قل فيه أو ندر من ظهور ووجود الصاحب الوفي مع صاحبه والذي لم ولن يرضى لأن يبيع صاحبه أو ليفرط في عشرته؛ حتى لو كان ذلك على رقبته، وفي الختام .. يقول الإمام الشافعي - رحمه الله - عن الصديق: إذا المرء لايرعاك إلا تكلفًا فدعه ولاتكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفى الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير فى خل يجيء تكلفا ولا خير فى خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سرًا كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا