×
محافظة المنطقة الشرقية

«تفاؤل وتشاؤم» تدشن مهرجان بيت الشعر الأول.. بثقافة الدمام

صورة الخبر

صحيفة المرصد - رويترز : عندما قصفت الطائرات العربية مواقع الحوثيين في اليمن أمس الأول؛ ضربت أيضاً قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعتقد يمنيون كثيرون أنه دبر الأزمة الحالية في الخفاء. وخلال تقدمهم إلى الجنوب في الأسابيع الأخيرة؛ قاتل المتمردون الحوثيون وإلى جانبهم وحدات من الجيش موالية لصالح الذي قال يوماً إن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي. ويربط يمنيون بين الدور المحوري للرئيس السابق في المشهد المعقَّد ونفوذه داخل الجيش والهيكل الإداري. ومع ذلك؛ فإن الأسابيع المقبلة قد تحدد مصيره خاصةً أن المحيط الإقليمي غاضبٌ بشدة من دوره. ويقول الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، فارع المسلمي، إن الغارات التي ضربت قواعد كانت في أيدي موالين لصالح تعد ضربة له، وسيعتبرها رسالة واضحة مفادها أن السعوديين يشعرون باستياء شديد منه. ويجمع محللون على أن صالح دعم الحوثيين لعدة أشهر من خلال وسيلتين؛ الأولى: الحيلولة دون مقاومة الجيش لهم عندما بسطوا سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر الماضي، والثانية: استخدام هيمنة حزبه المستمرة في البرلمان لإضعاف حكومة هادي. والهدف النهائي لصالح، بحسب هؤلاء المحللين، هو مساعدة الحوثيين لإلحاق الهزيمة بالخصوم المشتركة، ثم استخدام قاعدته السياسية الواسعة ليسيطر على ميزان القوى قبل التخلص من الحوثيين أنفسهم وتنصيب ابنه أحمد رئيساً. وفي صراعٍ يتسم بالمفارقات التاريخية؛ شن الرئيس السابق 6 حروب على الحوثيين منذ 2002 إلى 2009، فيما شغل هادي موقع نائب الرئيس لعقدين وكان قيادياً في الجيش خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994. تحوّل ولاءات ومنذ انتفاضة عام 2011؛ يتسم المشهد السياسي اليمني بالتحولات الكبيرة والمستمرة في الصفقات السياسية والولاءات. ويقول محللون إن تحالف القبائل الشمالية القائم منذ عقود -الذي كان يدعم الرئيس السابق ذات يوم- تفكك خلال اضطرابات 2001، ليتحول صالح إلى الحوثيين خصوم الأمس من خلال قضية مشتركة ضد أعداء مشتركين. بدوره، حاول هادي -وفقاً لمراقبين- تخفيف قبضة سلفه على أفرع رئيسة في القوات المسلحة من خلال تفكيك وحدات الحرس الجمهوري وإعادة تنظيم الجيش في عام 2013، لكن الرئيس السابق يحتفظ بولاء نحو ثلث القوات. وتلك الوحدات التي دعم بعضها الحوثيين في معارك حول تعز ومأرب؛ هي الأفضل تجهيزاً من غيرها في الجيش. ومع ذلك؛ فإن التحالف التكتيكي بين صالح والحوثيين لا يزال هشاً للغاية. ولا يزال الطرفان يتشككان بشدة في دوافع كل منهما الآخر، كما لا يوجد بينهما اتفاق أيديولوجي يُذكَر. ويقول فرناندو كارفاخال من جامعة إكستر في بريطانيا في الوقت الراهن هناك أزمة تُوَحِّد بين صالح والحوثيين وهي الرئيس هادي، مادام هناك هدف واحد مشترك للاثنين؛ فستبقى العلاقة قوية إلى حدٍ ما. وفي نوفمبر الماضي؛ فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات تستهدف صالح فضلاً عن اثنين من كبار قادة الحوثيين بتهمة الوقوف وراء محاولات إثارة الفوضى في جميع أنحاء اليمن. لكن صالح نفى ذلك قائلا إن هذه الاتهامات نابعة من محاولة إلقاء اللوم في فشل الحكومة الانتقالية بقيادة هادي على حكمه الذي استمر لعقود، ونفى أيضاً سعيه للعودة إلى السلطة. حرق الجسور وحتى لو أراد الرئيس السابق العودة للسلطة؛ فلن تكون المهمة في نطاق قدراته؛ لأنه أحرق كثيراً من الجسور مع جماعات مهمة في الداخل ودول إقليمية وعالمية مؤثرة. وتحوَّل الاهتمام إلى ابنه قائد الحرس الجمهوري السابق وسفير اليمن الحالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أحمد علي صالح. وخلال مقابلة جرت الصيف الماضي؛ قال صالح إنه لن يمنع ابنه لو أراد الترشح، لكنه لن يوصيه بأن يصبح مرشحاً في وقت تعيش فيه البلاد حالة من الفوضى. ويبدو أن الرئيس السابق يحدوه الأمل في أن يظهر بمظهر الشخص الوحيد القادر على جمع شتات الفصائل اليمنية السياسية والإقليمية والدينية؛ ليثبت أنه لا غنى عنه أمام المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق من فرع تنظيم القاعدة في اليمن.