بارك أئمة وخطباء الجمعة في الحرمين الشريفين ومختلف أرجاء المملكة (عاصفة الحزم) التي انطلقت بقيادة المملكة العربية السعودية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية لنجدة الشعب اليمني وقيادته الشرعية بعد رفض ميليشيات الحوثي لغة الحوار وعدم استجابتها لنداء دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي في الجلوس على طاولة الحوار. ووصفوا ــ في خطبهم لهذا اليوم الجمعة السابع من شهر جمادى الآخرة الجاري 1436هـ ــ القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ ببدء هذه العملية المباركة بأنه قرار حكيم، وجاء في وقته ليحمي ــ بإذن الله تعالى ــ شعب اليمن من خطر تلك الميليشيات الحوثية التي عاثت في أرض اليمن فسادا وقتلا وتدميرا، ولرد الفتنة والشر عن بلاد المسلمين، وحفظا للحقوق ونصرة للمستضعفين، مستشهدين في هذا الشأن بالبيان الصادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الذي أكد أن عاصفة الحزم قرار موفق تؤيده المصالح العليا لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي. واستعرض الخطباء ــ في سياق خطبهم ــ ما صنعته ميليشيات الحوثيين في السنوات والأشهر الماضية في اليمن من أعمال إرهابية تمثلت في سفك الدماء البريئة، وإتلاف الأموال وتدمير المساجد، وحلق تحفيظ القرآن الكريم، والمعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الأئمة والخطباء والدعاة وأهل الرأي، وما أعملوه في تلك البلاد من النهب والسلب والتدمير، وتفريق أهل اليمن، فضلا عن تصريحاتهم المتكررة بتهديد أمن الخليج، ومقدسات المسلمين، وتطاولهم الدائم على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته - رضي الله عنهم - أجمعين. وأجمع الخطباء على خطورة تلك الميليشيات على استقرار دول الجزيرة العربية، مؤكدين أن إضعاف شوكتهم وضرب معاقلهم العسكرية هو حماية لبلادنا من تهديداتهم، وكف شرهم عن أبناء اليمن الشقيق، وما أصابهم من البغي والعدوان، ولما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم من حق المسلم على أخيه المسلم، وحق الجار على جاره، ولقوله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}. وقال الشيخ الدكتور أسامة خياط إمام المسجد الحرام نعمة الأخوة في الدين، تلك الأخوة التي أخبر عنها سبحانه بقوله: (إنما المؤمنون إخوة) وجعلها رابطة أساسها العقيدة، وعمادها الإيمان، إذ الإيمان قوة جاذبة تبعث أهلها على التقارب والتعاطف والتواد، ولا تنافر بين قلوب اجتمعت على إيمان بالله، وعمرها حب شديد لله، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف يقول إنه التآلف الذي أشار إليه عز اسمه بقوله: (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) والذي صور رسول الله صلى الله عليه وسلم واقعه في هذا المثل النبوي المشرق فقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه مسلم في الصحيح، ذلك أن الله تعالى- كما قال بعض أهل العلم - : «قد وثق صلات المسلمين خاصة بلحمة أقوى من النسب، هي وحدة العقيدة بما ينشأ عنها من وجدان مشترك، وتآلف، وتعاطف، وتعاون، وإخاء، لأن صلة الدم أو الجنس قد يمسها فتور، وهي أشد ما تكون قرابة، أما وحدة العقيدة فإنها قرابة قوية دائمة متجددة، يذكرها المسلمون وهم ينطقون بالشهادتين في سرهم وجهرهم، ويذكرونها في صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم البيت، ويذكرونها في طاعتهم لله، وخضوعهم له واستعانتهم به، ويذكرونها في كل لمحة عين، أو خفقة قلب، أو تردد نفس». وأشار الدكتور الخياط إلى أن عظم هذه النعمة وشرف منزلتها، ورفعة قدرها، يستوجب كمال العناية بأمرها، وتمام الرعاية لحقوقها، ومن أعظم ذلك وأكده وأوجبه: إغاثة الإخوة في الدين ونصرتهم، ورفع الظلم وصد العدوان عن ديارهم، لاسيما من كان منهم جارا مجاورا، فإن له من حقوق الجوار التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تأكدها ولزومها، وتعين القيام بها بقوله عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) أخرجه الشيخان في صحيحهما. ومضى قائلا إنه بالنظر إلى هذين الحقين - حق الأخوة وحق الجوار - وبالنظر إلى طبيعة الرسالة السامية التي تحملها بلاد الحرمين الشريفين للعالمين، وصفة المهمة الشريفة المسندة إليها، باعتبارها بلدا جعله الله تعالى قبلة للمسلمين، ومقصدا للعابدين، وملتقى للأخوة في الدين، ومثابة للناس لا يقضون من زيارته الوطر، ولا ينالهم في التردد عليه سأم، مع ما أفاض الله عليها من خيرات، وما أفاء عليها من بركات؛ فقد وفق الله تعالى ولي أمر هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى اتخاذ هذا الموقف الإسلامي الحازم الرشيد السديد، بالاستجابة لنداء الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية لإغاثة الشعب اليمني المسلم وحماية الديار اليمنية من بغي وعدوان وطغيان البغاة الطغاة المعتدين على الشرعية المعترف بها محليا وعربيا ودوليا ولإيقاف تمددهم الذي يهدد أمن الديار اليمنية أولا، ثم أمن وسلام المنطقة برمتها ثانيا، فكان هذا الموقف بحمد الله موفقا كل التوفيق، مسددا راشدا؛ لأنه يستند إلى قواعد الشرع ويحتكم إلى مبادئ الدين الحنيف ويسعى إلى الحفاظ على المصالح العليا للأمة من جهة وإلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين من جهة أخرى، فلا غرو أن يحظى بمناصرة ومؤازرة ومعاضدة أهل الإسلام قاطبة في كل ديارهم وأمصارهم وتأييد ومساندة ودعم كافة العقلاء والحكماء في كافة أرجاء الأرض؛ نعمة منه وفضلا يؤتيه من يشاء من عباده. وزاد إمام وخطيب المسجد الحرام يقول: نحمد الله كثيرا على ما أولى هذه البلاد من نعم والحمد لله كثيرا على ما من به عليها من توفيق قادتها إلى هذا الخير والحمد لله كثيرا على ما أكرم به من بلوغ المراد ونصرة الحق ودحر الباطل وكبت الحاقدين وصد المعتدين وإحباط مساعي العصاة المنشقين الباغين، سائلا الله سبحانه وتعالى المزيد من فضله ونعمائه، ودوام التوفيق إلى رضوانه، وإلى نصر دينه وإعلاء كلمته، والذود عن حرماته، وإغاثة الملهوف من عباده. وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبته عن اليمن، موضحا أن نصرة المسلم لأخيه أمر يوجبه الشرع المطهر، وأن على المسلمين أن يتكاتفوا من أجل رفع الظلم، مبينا خطورة أهداف وشر وخطر أعداء هذا الدين وكيف أنهم يمكرون بالليل والنهار للنيل من المسلمين، وأكد فضيلته أنه متى أوصدت الأبواب أمام كل الإجراءات السلمية فإن السيف هو الفيصل. ودعا جميع المسلمين إلى الوقوف صفا واحدا أمام كل من يريد أن يشق الصف ويفرض باطله ولو استدعى ذلك استخدام القوة، مستشهدا بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فيما ناشد جميع أهل بلاد الحرمين الوقوف صفا واحدا مع قيادتهم، مشددا على الدعم والمؤازرة للخطوات التي تتخذها قيادة هذه البلاد الرشيدة. وفي ذات السياق أجمع الخطباء بجوامع محافظة العارضة في خطبهم أمس الجمعة على تأييد نجدة المظلوم وعلى القرار الشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين وقادة مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية في الاستجابة لدعوة رئيس اليمن لإنقاذ بلاده من همجية الحوثيين وحث كل من خطيب جامع أم الخرق الشيخ عبدالله يحيى سفياني، الشيخ سلمان الفقيهي إمام جامع بطحان، الشيخ أحمد قاسم الجابري إمام وخطيب جامع الغاوية شمال العارضة وخطيب جامع الظهراني بني معين - تبعد كيلو ونصف من الحد اليمني - جموع المصلين على ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الانقياد خلف الشائعات والعمل على الترابط ووحدة الصف، مفصلا لجموع المصلين أن نجدة المظلوم واجب ديني حث عليه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وهذا ما ذهب له ولي الأمر ودعا الله في خطبته أن يخرج اليمن الشقيق من محنته وأن يعود يمنا سعيدا. وفي حائل قال الشيخ عبدالله بن فهد الواكد إمام وخطيب جامع الواكد إن ضرب معاقل الحوثيين العسكرية هو حماية لبلادنا من تهديداتهم وكف لشرهم عن أبناء اليمن الشقيق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه) وقال تعالى (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، فلقد هبت دول التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية بشن هجمات على معاقل هؤلاء لاستئصال شرهم. وفي المنطقة الشرقية بارك عدد من أئمة وخطباء المساجد مبادرة بلاد الحرمين حرسها الله، بأمر مليكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سدده الله، بنصرة شهمة شجاعة لأهل اليمن الأشقاء، مبينين بأن عاصفة الحزم جاءت لتعيد الحق إلى أهله، ولتقطع اليد السارقة الغاصبة، فأرض اليمن إرث إسلامي عربي أصيل، وليست أرض شرك وشتم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أرض ولاء لأهل الفرس وعبدة القبور، مطالبين بالدعاء لأهل الثغور والرباط، والتواصل معهم وتشجيعهم، وإشعارهم أنهم في جهاد، وأن جهادهم ضد الحوثيين الباطنيين من أعظم القربات إذا صحت معه النيات.