قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لـ"الوطن" إن الحضور على مستوى القادة من الصف الأول في الدول العربية في القمة العربية في شرم الشيخ هو الأعلى، على الأقل في القمم العشر الأخيرة، مؤكدا أن "هذه القمة هي علامة فارقة ومؤشر مهم جدا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، ربما تكون القمم العربية وما سبق القمة وما يأتي بعدها شيئا آخر". وكان تقرر عقد القمة المقبلة للعام المقبل في المغرب. ولفت المالكي إلى ثلاثة عناوين رئيسة للقمة وهي اليمن وفلسطين والقوة العربية المشتركة. وقال "اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي خرجت بثلاث قضايا وهي أولا دعم التحالف الذي يدعم الشرعية في اليمن ومن المهم جدا أن الدول العربية ارتأت أن هذه الخطوة صحيحة وتصب في الإطار الصحيح وبالتالي ستكون هناك ردود فعل مشابهة لدعم الشرعيات في الدول العربية في حال كانت هناك حاجة لذلك وأن الدول العربية تبنت المفهوم العسكري للمعالجة وهذا مهم جدا وأن الذي قام بالدور القيادي في هذه الخطوة المملكة العربية السعودية وهذا أيضا مهم وهذه خطوة أولى وهو شيء جديد لم نره على مدار 40-50 سنة سابقة". وأضاف "الموضوع الثاني هو الفلسطيني ولم يسقط هذا الموضوع وأمس كان هناك قرار اعتمد بالحديث عن بندين: الأول إعادة التأكيد على اللجنة الوزارية المصغرة التي يجب عليها أن تجتمع وأن تقرر متى يتم التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار من أجل إنهاء الاحتلال وهذا يعني أنه على الرغم مما هو قائم في العالم العربي من أزمات إلا أن هناك اهتماما عربيا بهذا الموضوع. أما البند الثاني فهو بدء التحرك العربي على مستوى القيادة لدعم التوجه لإيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال تبنيها لمبادرة السلام العربية وهناك إشارة إلى أهمية أن يتحدث زعيم عربي أمام الكونجرس الأميركي وأيضا أمام البرلمان الأوروبي وأية مؤسسات إقليمية ودولية أخرى وهذا مهم جدا، بمعنى أننا أخذنا زمام المبادرة بمعالجة الموضوع انطلاقا لقراءتنا للموقف الأميركي الآن من الحكومة الإسرائيلية". كما أشار إلى أنه "تم التأكيد على شبكة الأمان المالية العربية بقيمة 100 مليون دولار شهريا لدعم السلطة الفلسطينية". وتابع المالكي "الموضوع الثالث أنه على الرغم من أنه تم الحديث منذ الأربعينات عن تشكيل قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومي العربي فإنه الآن طرح بقوة وتم التوافق على أن يلتقي رؤساء أركان الجيوش العربية بأسرع ما يمكن لوضع خريطة طريق لكيفية تشكيل مثل هذه القوة ورفعها إلى القادة من أجل نقاشها واعتمادها وهذا مهم". وأكد أن "القمة بهذه المخرجات تعكس شيئا مميزا". وقال "يجوز أن نتحدث مستقبلا عن التأسيس لاستراتيجية عربية جديدة لكيفية التعاطي مع كل هذه القضايا، بما فيها كيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية انطلاقا من الإشارات التي خرجت سلبية من رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإيجابية من الإدارة الأميركية".