وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فجر أمس، بانطلاق عملية «عاصفة الحزم» لدعم الشرعية في اليمن وتوجيه الضربات لميليشيا الحوثيين التي باتت تهدد أمن المنطقة بأسرها لأنها تمثل أداة لتنفيذ أجندة خارجية معادية للأمن الخليجي العربي. والمملكة تحركت استجابة لطلب الأشقاء اليمنيين الذين شعروا أن بلادهم وقعت في يد مجموعة تريد أن تفرض إرادتها بالقوة مهما كانت ضد مصلحة الوطن وأهله، والمملكة لم تتخذ هذه الخطوة منفردة بل معها تحالف يمثل إرادة الكثير من الدول العربية وشعوبها، كلها تجمع على أن ما يجري في اليمن يشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار المنطقة. ومعروف أن المملكة بذلت الكثير من الجهود لمساعدة الأشقاء اليمنيين لإيجاد صيغة يتفقون عليها تمكنهم من التوصل إلى وفاق يرضي الجميع وينقذ بلادهم من حالة الاضطرابات والقلق. واستطاعت مع أشقائها الخليجيين من تقديم بادرة ارتضاها الجميع، انبنى عليها الحوار الوطني تحت مظلة الأمم المتحدة، لكن أبت جهات خارجية، لا تريد الخير لليمن، إلا أن تعرقل تنفيذ مخرجات هذا الحوار ودفعت بالحوثيين ليكونوا رأس حربة لأطماعها وتنفيذ مخططاتها. وحتى مع تطور الأحداث الأخيرة ظلت المملكة متمسكة بالحل السلمي ودعت كل القوى اليمنية للاجتماع في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي للبحث عن آلية تعيد الجميع لتحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن على المنفعة الذاتية، ولكن إصرار الحوثيين على تحطيم الدولة وتفتيت مؤسساتها وتغييب سلطتها ونشر الفوضى دفع المملكة وحلفاءها لاتخاذ هذا الموقف الجاد من ميليشيا الحوثيين الإرهابية، وهي لن تتوقف حتى تعود للدولة اليمنية سلطتها بقيادة الشرعية التي اختارها الشعب اليمني.