×
محافظة المدينة المنورة

تعليم المدينة المنورة : غدًا الأحد بدأ العمل بالتوقيت الصيفي لمدارس المنطقة

صورة الخبر

كشفت دراسة أجراها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي مؤخراً من خلال مسابقة اقرأ، وهي مختبرٌ حقيقي للقراءة لعينة من الشباب والفتيات، أن الفتيات يقرأن أكثر من الشباب حيث كانت مشاركة الفتيات هي الأكثر، وبنسبة شكلت 75% من إجمالي المشتركين، وأظهرت الدراسة أن الروايات والقصص جاءت في أعلى القائمة ب37.52%، والاهتمام بكتب تطوير الذات 27.90%، والسيرة الذاتية 10.11% والثقافة الإسلامية 8.16% ثم الخواطر والمقالات 5.06% والفلسفة 4.08%، والفكر والثقافة 2.28% والأدب والشعر العربي 1.79% العلوم 1.63% والسياسة 0.82% والتاريخ 0.65%، وأثبتت الدراسة أن الكتب المفضلة للفتيات هي القصص والروايات بينما الكتب المفضلة للشباب هي كتب تطوير الذات. وحيث اختتمت الرياض مؤخراً عرسها الثقافي السنوي "معرض الكتاب" وسط حفاوة زائريه بالكتاب وناشريه، وزواره الذين أتوا من جميع مناطق المملكة وخارجها، فقد ازداد تألق الحدث الكبير بحضور لافت من شريحة النساء، من أجل نيل نصيبهن من العلوم والمعارف عبر آلاف الكتب التي امتلأت بها جنبات المعرض، وهنا يتبادر السؤال: "عن ماذا تبحث المرأة بين ممرات معارض الكتاب، وماذا تقرأ، وهل تغير توجهها الذي ارتبط باهتمامها لأعوام عديدة في ميلها لكتب الطهي والأزياء وأحوال المشاهير"..؟ الكتب النمطية يرى "محمود عبدالسلام" من دار الحرف العربي، أن السيدات هجر الكتب التقليدية التي ارتبطت بهن على مدى عقود، مثل كتب الطهي والأزياء والإتيكيت، والتي تأخذ شكل الكتب النمطية التي لا تخرج عن المألوف، والآن يتجهن إلى قراءة واقتناء الكتب الأكثر أهمية ومنها ما يتناول علم النفس والاجتماع وتطوير الذات وكيفية التعامل مع الآخر وفن الحوار، وكذلك الكتب التعليمية وقصص الأطفال الممنهجة لأبنائهن. ولفت عبدالسلام أن اهتمام المرأة بأنواع جديدة من الكتب والمؤلفات وحرصهن على انتقاء الكاتب ومضمون الكتاب انعكاس حقيقي وعقلاني للتطور الذي حققته المرأة العربية، وخصوصاً السعودية في كافة المجالات وتقلدها المناصب الوظيفية المهمة بعكس الجيل القديم من السيدات اللاتي كان أغلب تفكيرهن يدور حول تحضير الأكلات، وغيره من الفنون المنزلية، الأمر الذي جعلها تدور في عزلة فكرية عن العالم الخارجي. وذكر "رأفت فتحي" المسؤول عن دار مدبولي للنشر، بأن اتجاه المرأة على نوع معين من الكتب يأتي بحسب اهتمامها أو تخصصها الأكاديمي أما بمجال العمل أو الدراسة، ولكني لاحظت خلال دورة هذا العام بأن الكثير من الفتيات يتجهن لمؤلفات عن تربية الأطفال وفهم عالمه الصغير إما عن طريق الرسوم الفنية أو الإرشاد التربوي أو السلوكي، وأعتقد بأنه سلوك صحي لحرص هؤلاء الفتيات على الإلمام بطرق تربية الأطفال لتمدهن بالمعلومات المفيدة داخل أسرتهن الصغيرة. انفتاح ثقافي وتقول "هند العبدالواحد" -طالبة دراسات عليا- التي كانت تبحث في المعرض عن مراجع لتخصصها في علم اللغة التطبيقي تقول "أرى بأن نمط القراءة عند النساء اختلف كثيرا هذه الأيام عن السابق حيث توسع مجال القراءة ليشمل مجالات مختلفة عن ألوان الكتب التقليدية في السابق وأغلبها عن أبرز خطوط الأزياء وكتب الطبخ، وأعتقد أن السبب يعود إلى الانفتاح في الثقافات والفضاءات، وازدياد مقدار الثقافة لدى الغالب من النساء في ظل دخولهن الجامعات والتخصصات الدراسية المتعددة، وتؤكد هند بأن هناك توجها بدأ يظهر لدى الفتيات باقتناء كتب التاريخ والسياسة والمعلوماتية، وحتى حين يقتنين الروايات العاطفية، فهن يبحثن عن الروايات ذات العمق التاريخي والسياسي والاجتماعي. لا تحمل جديداً بدورها قالت "وجدان العوفي" -طالبة دراسات عليا في جامعة الأمام-، إنها تحرص على الاطلاع على أحدث المطبوعات في عالم الروايات والشعر النبطي ودواوينه التي يعشقها كل أهل الخليج، وكذلك مؤلفات كبار الروائيين الخليجيين والعرب، مثل الروائي بهاء طاهر والسعودي عبدالرحمن منيف، والروائي عبده خال الحاصل على جائزة بوكر للرواية العربية 2010. وأوضحت بأنها لا تهتم لركن كتب الطبخ والإتيكيت التي تهم أغلب الفتيات كون أكثر هذه الكتب لا يحمل جديداً، إضافة إلى أن أغلب محتواها مطروحاً بسهولة على شبكة الإنترنت وأغلبه يدور في ذات الإطار والاتجاه منذ ظهورها قبل عشرات السنين. أما "عبير العرفج" -خريجة قسم اللغات والترجمة- فبينت بأنها تميل في قراءاتها لكتب التاريخ والأدب العربي وترى بأن مضامينهم صادقة، وأغلبها تكون نتاج عن تجارب حقيقية، بعكس الروايات التي تعتمد كلها على الخيالات والغير واقع. من جهتها أكدت"هيام الدوسري" -موظفة علاقات عامة- بأحد القطاعات الحكومية وحاصلة على دبلوم علاقات عامة، أنها تميل إلى الكتب المرتبطة بمجال عملها لإيمانها بأن الموظف لابد أن يكسب نفسه المهارات والأساسيات التي تطور من أسلوب عمله لذلك تتجه هيام إلى أحدث المؤلفات التي تتناول الإعلام ووسائل التواصل الحديثة، وفن المراسم والعلاقات وعلم الإتيكيت الواسع، وكذلك الكتب التي تتناول السيرة الذاتية لكبار الشخصيات في العالم، لتستفيد من خبراتهم في التعامل مع أمور الحياة، ونظرتهم البعيدة للوصول للنجاح، إلى جانب حرصها الشخصي على قراءة كتب علم النفس والطاقة الإيجابية على نمط مؤلفات الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، حيث يوجد كثير من الكتب التي تتحدث عن تطوير قدرات ومهارات الإنسان واستخدامها بشكل أكثر فائدة لنفسه والمجتمع. الاتجاه للكتب المتخصصة بدورها تفضل "تهاني عبدالله" -ربة منزل- الاتجاه إلى الدور التي تعرض كتبا حول علم النفس والتربية والتركيز أكثر على الكتب المتخصصة بتربية الأطفال حتى تستفيد منها وتساعدها في تنشئة أبنائها ولتحقق التواصل السليم معهم خاصة مع تطور عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة التي قد تسبب فجوة بين الأهالي وأبنائهم إذا لم يعرفوا كيفية التواصل الفعال من خلال الاطلاع المفيد والمستمر على آخر المستجدات، وتضيف: "الحقيقة وجدت تنوعا هائلا في عناوين تلك الكتب لمؤلفين أجانب وعرب وأسعارها لم ترتفع كثيرا عن السابق". فيما تؤكد "رنا العلي" -تخصص حاسب آلي في جامعة الأمام- أنها لا تقرأ شيئا بعيداً عن المنهج الدراسي، وترى بحسب قولها أن القراءة تثقل كاهلها المزدحم بالأعباء الدراسية من واجبات ومشاريع وبحوث علمية مطالبة بها كل فترة، بالإضافة إلى أنها تشعر بالملل الشديد عند قراءة الكتب، لدرجة أنها تنتظر بفارغ الصبر نهاية العام الدراسي لتتفرغ للراحة وزيارة الصديقات والتنزه، وتقول: "بمجرد أن ينتهي آخر امتحان في الفصل الدراسي أخبئ الكتب عن ناظري تماما، ولا يثيرني أي من عناوين الكتب لقراءتها وحتى تصفحها، فقط يقتصر حصولي على المعلومات والتثقيف من الإنترنت المليء بالموضوعات المختلفة والقصص المتباينة وأيضا وسائل التواصل المتعددة كتويتر وفيسبوك والانستغرام توفر هذا العالم المعرفي". إيقاع العصر وفي رأي "العنود فهد" -موظفة في جامعة الأميرة نورة- أن مصادر المعلومة تغيرت على مر العصر ويعود ذلك في رأيها لتنوع مصادر المعلومات ولسرعة إيقاع العصر الحالي، ففيما سبق كانت المصادر مقصورة على الكتاب وحده ومما يتناقله الناس في مجتمعاتهم الصغيرة، أما الآن فتوزعت بين التلفزيون والكتاب الورقي والإلكتروني، فضلا عن الوسائط المتعددة التي تقدم العلم في كبسولات تحتاج أن يكون متلقيها على خلفية سابقة بها وهو ما لم يتحقق للجيل الحالي. أما عن قراءاتها فتقول العنود "بحكم عملي الطويل فأنا أميل للكتب القصيرة، وبعض كتب الثقافة العربية، بالرغم من أن بيتنا به مكتبة ضخمة تعود لوالدي، إلا أنني لا أرجع إليها إلا عند البحث عن معلومة محددة".