رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، العديد من الشعارات التي تبنى بنفسه ترجمتها من أقوال إلى أفعال، حتى تؤتي أكلها، وينتفع بها المجتمع، ولعل أبرزها محاربة الإحباط، كمحور هام لتسريـع دفة العمل ومشاركة الجميع في عملية البناء والتعمير والتطوير. لكن تبقى بعض الشعارات التي يتردد صداها هنا وهناك، بحاجة لتوعية شاملة في إطار «اليد الواحدة لا تصفق»، فما دور فعاليات المجتمع (المدارس ــ الأندية) في ذلك، وهل من شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لتفعيل هذا الدور، وتحقيق الهدف العام لخدمة المجتمع. ليست سائدة ترى سيدة الأعمال سارة بغدادي، أن الإحباط ليس الثقافة السائدة ولكن للأسف يظهـر على السطح من خلال أدوات الإعلام الاجتماعي، فلا تكفي المدارس والنوادي الأدبية في خلق جو إيجابي متفاعل بين أفراد المجتمع والقطاعات المختلفة، كما أن للقطاع الحكومي دورا استباقيا هاما في التوعية والشفافية، وبث طاقات إيجابية في المجتمع من خلال شراكات مع قطاع الإعلام والقطاع الخاص وتنظيم فعاليات مجتمعية من شأنها تعزز المشاركة المجتمعية والمشاركة في القرار، وبث المعلومات الصحيحة والتركيز على الحلول بدلا من الخوض في الشائعات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال خطة سنوية لحزمة من الفعاليات التي تنطلق على مستوى المنطقة على كافة المستويات وبمشاركة كافة القطاعات. إحباط المخلصين ويقول الدكتور عبد الله دحلان : إن الأمير خالد الفيصل أرسى سياسة محاربة الإحباط، وهي سياسة تنموية تدفع الجميع إلى الحماس للإنتاج والعمل مهما كانت الصعاب والعقبات التي تواجه من يعمل للمصلحة العامة، ولهذا فإن سياسة الإحباط كانت ولازالت سياسة تهدف من خلال تنظيرها إلى إحباط المخلصين الذين يعملون لخدمة الوطن، وأصحاب الإحباط عاجزون عن العمل والإبداع وخدمة الوطن وغير قادرين على العطاء، وإنما هم متخصصون في النقد والإحباط، ولهذا فإنني متفائل جدا بالحماس للعمل والإنتاج وترسيخ مبدأ التفاؤل ومحاربة الإحباط في المدارس والجامعات لدى الشباب ليكونوا بناء مستقبل الوطن. ثقافة اليأس ويعتقد رجل الأعمال صالح التركي أن ثمة أسبابا كثيرة متشعبة أدت إلى شيوع ثقافة اليأس في تفاصيل حياتنا، وهو ما لاحظه سمو الأمير خالد في بدايات إمارته الأولى لمنطقة مكة المكرمة، حيث أدرك سموه خطورة شيوع تلك الثقافة وتأثيراتها السلبية على أي جهد يبذل لإحداث تحولات أو إنجازات ملموسة، ومن ثم سعى إلى صنع ثقافة مضادة هي ثقافة الأمل والنجاح، فبدأ بصياغة رؤية مستنيرة لمستقبل المنطقة لم يحتكرها لنفسه ولكن أشرك في صياغة ملامحها كل من يريد المشاركة طالما انطلق من قاعدة الأمانة والمصلحة، كما سعى إلى خلق قنوات للتواصل مع جميع طوائف وشرائح المجتمع، علماء ورجال أعمال وشباب ومثقفين، حرص فيها جميعا على استبدال ثقافة اليأس والإحباط بثقافة الأمل والنجاح، ولذلك فإن المتأمل في الشعارات التي رفعها وروج لها الأمير يجد أنها استهدفت في الأساس استنهاض الهمم وتحريك كل ما هو راكد أو معطل واستدعاء مخزون طاقاتنا وإمكانياتنا وخبراتنا، من ذلك مثلا تبنيه لفكرة سوق عكاظ وجائزة مكة للتميز وإصراره على إنجاز مشروعات معينة في تواريخ محددة باليوم والساعة ثقة منه في أن تسجيل أهداف قليلة صحيحة في مرمى النجاح، كفيل بكسب مباراة الثقة والأمل التي نتطلع إليها، وبذلك استثار الأمير حماس الناس ورفع معنوياتهم، وأكد لديهم أنه لا مستحيل في إحداث تحولات وإنجازات كبرى إن هم تسلحوا بالعزم والأمل. وأضاف: مع اهتمام الأمير خالد الفيصل بمشروعات البنية التحتية الكبرى التي تعيشها منطقة مكة المكرمة ومع المبادرات الاجتماعية المختلفة والتي استهدفت قطاع الشباب، فإن أمام الأمير خالد الفيصل فرصة كبرى لتطوير مجالات العمل الاجتماعي والثقافي، ودعم المبادرات الشبابية وتخليص القرارات من قيود البيروقراطية الثقيلة، ونستطيع جميعا كمواطنين أن نشارك في نمو الشعور الإيجابي. لا ثقافة في الإحباط ويؤكد الدكتور أحمد عاشور: أنه لابد أولا من تصحيح العبارة فلا يمكن أن يطلق على كلمة إحباط ثقافة، وأن نميز بين النقد البناء بغرض الإصلاح أو التشهـير، إذا أردنا تطوير أنفسنا فلابد أن تكون لدينا الشجاعة لنقبل آراء الآخرين، وأن نحول ما يسمى بكلمات الإحباط إلى تعابير وملاحظات يؤخذ بها للإصلاح والتطوير، وأن يكون هؤلاء المنتقدون مشاركين في عملية البناء ولا يجب محاربتهم. وقال: الإحباط من أكثر المعاول هدما في بناء الأمة وأعظمها تأثيرا على مسيرة التنمية فيها، لذلك فإن الشعار الذي تبناه سمو الأمير خالد الفيصل يهدف إلى القضاء على هذا المعول الهدام وإطلاق روح التفاؤل الخلاق لدى شباب الأمة، وتحفيزهم على الإبداع والعمل المنتج، وهذه الرؤية تتطلب لتحقيقها بالطبع مشاركة مجتمعية متكاملة وقناعة راسخة من مكونات هذا المجتمع بهذا التوجه البناء، وهو ما يقتضي إشراك فئات هذا المجتمع بشرائحه المختلفة في طرح الأفكار، وبلورة الرؤى وتغيير المفاهيم، وذلك يشمل مختلف مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها من مدارس ومعاهد وجامعات، وكذلك الأندية الثقافية والأدبية والرياضية ومراكز الأحياء وغيرها بحيث ننجح في نهاية المطاف في إقامة قاعدة صلبة وقوية من التفاؤل يقف عليها الجميع لتحقيق النجاح حسب رؤية سموه..