×
محافظة المنطقة الشرقية

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تؤيد عملية عاصفة الحزم

صورة الخبر

في أسوأ كارثة طيران تحصل على الأراضي الفرنسية منذ 30 عاما، قتل 150 شخصا (144 راكبا والطاقم المؤلف من ستة أشخاص) في سقوط طائرة «إيرباص إي 320» تابعة لشركة «جيرمان وينغز» المتفرعة عن شركة «لوفتهانزا» الألمانية خلال رحلة صباحية من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية. وبحلول مساء أمس، أعلن وزير الداخلية برنار كازنوف، أنه تم العثور على أحد الصندوقين الأسودين، الأمر الذي سيساعد كثيرا في حل لغز الكارثة. كما أعطى كازنوف الذي توجه إلى منطقة الحادثة مع سفيرة ألمانيا لدى فرنسا تفاصيل الوسائل البشرية التي وفرها للتحقيق والإسعاف وهي تتشكل من 300 عسكري ورجل إطفاء وعشر طوافات وطائرة عسكرية. وأقيمت غرفة عمليات ميدانية في مدينة «سين لي ألب». ودعا كازنوف إلى التزام الحذر في طرح الفرضيات بانتظار نتائج التحقيق. وجاءت دعوة كازنوف إلى التزام الحذر في طرح الفرضيات بعد ساعات على إعلان رئيس الحكومة مانويل فالس، أنه «لا يستبعد أي فرضية» لتفسير تحطم الطائرة، ما يترك كل الاحتمالات مفتوحة، وذلك في كلمة له أمام الجمعية الوطنية. كما قال فالس، إن الكارثة «تغرق فرنسا». وشدد خبراء الكوارث الجوية على أنه «من المبكر جدا» الحديث عن الأسباب قبل معاينة حطام الطائرة الألمانية وجثث الضحايا والقيام بتحاليل معقدة. لكن كل التعليقات توقفت عند عمر الطائرة التي تمثل أحد أول نماذج «إي 320» التي تصنعها شركة «إيرباص» الأوروبية. وتفيد معلومات مؤكدة بأن الطائرة أدخلت إلى الخدمة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1990، ما يعني أنها تطير منذ 25 عاما، أي أنها كانت قد اقتربت من العمر النظري لطائرة من هذا النوع. لكن الشركة المالكة سارعت لتأكيد أن عملية صيانة معمقة أجريت على الطائرة العام الماضي، وأنها كانت في حالة جيدة، فضلا عن أن قائدها يتمتع بخبرة واسعة. وأفاد شاهد عيان اسمه سيباستيان جيرو وهو يعمل في منشرة تقع قريبا من مكان الحادث، أنه رأى الطائرة وهي تنحدر بسرعة كبيرة. وقال جيرو لقناة «بي إف إم» الإخبارية: «لم يكن هناك أي دخان يصدر عن الطائرة ولم نلاحظ أي شيء خاص، كانت فقط تفقد ارتفاعها، وبالنظر لعلو الجبال في هذه المنطقة، كان من المستحيل أن تنجح في اجتيازها». ويضيف هذ الشاهد: «كان شيئًا مدهشًا إذ لم يكن لدينا الوقت لنتحقق ما يجري». وبرأيه فإن معاينته للطائرة لم تتجاوز الثلاثين ثانية. وأفادت امرأة من قرية فيرنيه الواقعة على بعد 3 كلم من مكان الحادث، بأنها سمعت انفجارًا مدويًا «يشبه صوت انفجار الديناميت». وقالت لصحيفة «لو باريزيان»، إنها شاهدت من نافذة منزلها عمودا من الدخان يرتفع إلى السماء من مكان سقوط الطائرة. بعد ظهر أمس، نجحت طوافة فرنسية عائدة للدرك الوطني في الهبوط قريبًا في مكان الحادث الواقع في منطقة جبلية وعرة وصعبة المسالك في جبال الألب الفرنسية تعلو 1500 متر عن سطح البحر. وتغطي المنطقة الألبية الثلوج التي تبلغ سماكتها نحو ثمانين سنتيمترا، مما يضاعف من الصعوبات التي تواجهها فرق الإنقاذ. وأول ما أكدته قوة الدرك أنه لا ناجين من بين ركاب الطائرة، وهو ما كان قد توقعه الرئيس فرنسوا هولاند ظهر أمس. وبدوره، أعلن جان بول بلوي، أحد كبار ضباط الشرطة الفرنسيين، أن «الأمر سيستغرق عدة أيام لانتشال الضحايا ثم الحطام». والمفارقة أن الحادث حصل عندما كان ملك إسبانيا فيليب السادس في قصر الاليزيه بمناسبة زيارة الدولة، الأولى من نوعها التي يقوم بها إلى فرنسا منذ أن صعد على عرش بلاده. وكان فيليب السادس قد وصل صباحا إلى العاصمة الفرنسية. وبالنظر للحادثة ولأعداد القتلى الذين بينهم الكثير من الإسبان، فقد قرر ملك إسبانيا قطع الزيارة والعودة إلى بلاده. وعبأت باريس كل إمكانياتها وتحدث الرئيس هولاند إلى الصحافة وإلى جانبه ملك إسبانيا، كما اتصل بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستأتي إلى فرنسا اليوم. واعتبر هولاند أن ما حصل «مأساة جديدة»، داعيا إلى التضامن والتعاطف مع أهالي الضحايا، وواعدا بتعبئة كل الإمكانيات للتعرف على حقيقة ما حصل. وفضلا عن ذلك، طلب هولاند من وزير الداخلية برنار كازنوف التوجه فورا إلى مكان الحادث، فيما شغلت الحكومة خلية الأزمات التابعة لوزارة الداخلية والخلية المشابهة التابعة لوزارة الخارجية. وطلب رئيس الحكومة المولود في برشلونة، تهيئة الظروف لاستقبال عائلات الضحايا الذين يتشكلون من مواطنين ألمان (67 شخصا) بينهم طفلان و16 تلميذا كانوا في رحلة مدرسية إلى برشلونة ومن مواطنين إسبان وأتراك. من جانبها، أمرت وزارة العدل بفتح تحقيق قضائي للتعرف على أسباب الحادثة والقيام بالإجراءات اللازمة التي قد يسفر عنها التحقيق. أما وزارة الصحة فطلبت من مستشفيات المنطقة التأهب لاستقبال جثامين الضحايا. وأعلن فالس عن تعليق نشاطاته في إطار حملة الانتخابات المحلية على أن يستأنفها لاحقا. وعصر أمس، بدأت تتكشف بعض تفاصيل الحادثة. فطائرة «جيرمان وينغز» كانت في رحلة العودة من برشلونة إلى دوسلدورف. وقد أقلعت من مطار العاصمة الكتالونية في رحلة مباشرة إلى دوسلدورف في الساعة التاسعة وخمس وثلاثين دقيقة أي بعد أقل من ساعة لوصولها إلى برشلونة. ويبين مسار الطائرة أنها لم تحد عن خطها العادي بحيث تطير بعد إقلاعها فوق البحر ثم تعود فوق اليابسة قريبا من مدينة مرسيليا. وبعدها تحلق فوق جبال الألب ثم فوق سويسرا قبل أن تدخل الأجواء الألمانية. وتفيد معلومات إدارة الطيران المدني بأن آخر محاولة للاتصال بالطائرة حصلت الساعة 10:47 وكانت عندها على ارتفاع 5000 قدم، أي ما يساوي 1500 متر، بينما كان المطلوب أن تكون على ارتفاع 28 ألف قدم. ولما فشل الاتصال بالطائرة، أعلنت حالة الطوارئ. ويزيد ارتفاع بعض القمم في المنطقة المعنية على 2000 متر. وأفادت دائرة الأحوال الجوية، وكذلك وزير النقل الفرنسي الآن فيداليس، أن الظروف الجوية «لم تكن سيئة» في منطقة الحادثة وقت وقوعها، الأمر الذي يعني أنها ليست المسؤولة عن الكارثة. وبحسب بيان صادر عن إدارة «جيرمان وينغز»، فإن عملية السقوط دامت 8 دقائق فقط. وبعد ظهر أمس ساءت الأحوال الجوية في المنطقة، لكن أطقم الإغاثة التي أرسلت عثرت على بعض حطام الطائرة المنكوبة منتشرة على مساحات واسعة. وعمدت شركة «إيرباص»، مصنعة الطائرة إلى إرسال خبرائها إلى المنطقة لمباشرة التحقيقات. وبالنظر لخطورة ما حصل، فقد أعلن الفنيون العاملون في قطاع الرقابة الجوية إلغاء الإضراب الذي كانوا ينوون القيام به اليوم احتجاجا على ظروف العمل التي يعانون منها. ودأب هؤلاء على اختيار الأيام التي تسبق العطل المدرسية للجوء إلى حركات احتجاجية، حيث تزيد حركة الطيران بسبب العطل المدرسية.