لا زال الكثير من الناس لدينا يقصدون بعض الدول الغربية لوضع مواليدهم أملا في الحصول على جواز سفر من هذه الدول لأبنائهم ومن ثم الجنسية ولهم في ذلك مقاصد كثيرة ومختلفة كالتعليم والصحة المجانية وغيرها، رغم أن النظام لدينا يمنع هذه الازدواجية في حمل جوازين سفر أوجنسيتين لشخص واحد، ومع ذلك هذا النهج مازال لبعض الناس رغم عدم وجود تحقيق شرط المواطنة لهم في تلك الدول. ونحن هنا لدينا حالات كثيرة مشابهة لمواليد ولدوا ونشأوا بيننا وعاشوا هنا أكثر ما عاشوا في موطن آبائهم بل إن البعض منهم لا يعرف موطنه الأصلي ولم يغادر إليه مطلقًا، ورغم الأنظمة التي أقرت سابقًا بهذا الشأن إلا أنه لازالت هناك صعوبة كبيرة في حصول مواليد السعودية من المقيمين على الجنسية أوحتى إقامات دائمة أوحتى تمييز لهم بين الجنسيات الأخرى، رغم تحقيق البعض منهم لشرط المواطنة والانتماء منذ الولادة. نعرف بأن الجنسية السعودية مطلب ومطمع لعدد من الجنسيات الأخرى ولكن أليس من حق المواليد الذين أمضوا مدة المواطنة أن تكون لهم الجنسية من الدرجة الثانية على الأقل ويحق لهم من خلالها أن يمارسوا دورهم ضمن المجتمع كأفراد صالحين أثبتوا إنتماءهم وعطاءهم، وقد تكون هذه الفئة يحتاجها سوق العمل وتلبي حاجة فيمكن أن يستفاد منهم. يحكي لنا بعض زملاء الدراسة من المقيمين أنه ذهب قبل سنوات في زيارة لموطنه ولم يستطع أن يكمل أسبوعه الأول إلا وطلب من والده العودة الى السعودية لأنه شعر بالغربة في ابتعاده عن السعودية وأن موطنه الأصلي هنا مع من نشأ وتربى بينهم. نحن نضع هذا المقترح بين أيدي الجهات المختصة لإعادة النظر في هذا الأمر الهام والذي يمثل لشريحة كبرى من المقيمين الهاجس المؤرق لهم ولأبنائهم الذين شاءت الظروف في أن يستقدم آباؤهم لتقديم خدمات كنا نحن في أمس الحاجة إليها ومازلنا نحتاج بعض الخدمات التي لم يشغرها سعوديون حتى الآن أولم تسد الحاجة إليها من خلال المخرجات الحالية لسوق العمل لكي تواكب تطلعات المشروعات الكبيرة التي تقرها الحكومة لنهضة عموم المملكة وخصوصًا في الحرمين الشريفين. * إذا لم تغير عاداتك فلن تتغير فوائدك.