عبدالله المالكي لا أعلم لماذا في الرياضة تحديدا لا يتحمل كل منا أي كلمة لا يريد سماعها ولو كانت من باب النصح، هل هو التعصب المقيت، أم تقديم سوء الظن على حسنه، أم إن صدورنا باتت ضيقة حرجة بالقدر الذي لا يتسع لأي كلمة كانت. الشواهد كثيرة ولعلي استشهد بأحدثها، فبعد ظهوري في برنامج أكشن يا دوري الثلاثاء الماضي تطرقت لقرار محكمة الكأس بتعليق عقوبة ناصر الشمراني الآسيوية، بعد أن أكد الزميل طارق النوفل ضيف الحلقة الآخر أن رئيس الهلال يقف خلف القرار، فطالبت بأن يخرج الهلاليون ليعلنوا ذلك منعا لأي ربط بين زيارة الأمين العام لمحكمة الكأس الرياض، قبل القرار بأسبوع ولقائه بالأمير عبدالله بن مساعد واتهامات ستطال الرجل بأنه مارس ضغطا على المحكمة ليس لأن الهلال ناد سعودي، بل سيقال لأنه هلالي وهدفه خدمة الهلال، خصوصا أنه قد يلتقي النصر في دور الـ 16. هذا الصوت ظهر بالفعل بعيد إعلان القرار فكان الهدف أن يقطع الهلاليون الطريق على من يسير في هذا الاتجاه، ويثبتوا أنه حصل على القرار بقوة النظام لا بتدخل الأمير. ولم أتوقع أن يكون لهذا الأمر في الشارع الهلالي صدى محتقن، فلم تنته الحلقة إلا وآلاف الحسابات الهلالية تقتحم حسابي في تويتر بأقذع أنواع السب والشتم والاتهامات، التي يصدم من يشاهدها للمستوى الأخلاقي الذي وصلنا إليه، رغم أن ما قلته كان يصب في مصلحة الهلال، وإظهاره بالمظهر القوي وغير المحتاج إلى أي فزعة. هذه الحادثة تشخص واقعنا وإلى أي مدى وصلنا من التشكيك لنحسب كل صيحة علينا، ونهب في وجه من يتحدث وفق تفسيراتنا وأهوائنا، بل ووصلنا إلى مرحلة من التعصب أنستنا أن كرة القدم كما قال الزميل وليد الفراج اسمها «لعبة»، فهل نقذف بعضنا بالكره والبغض والشتائم والسباب من أجل لعبة؟ عزيزي المشجع: اهدأ وتقبل ما يقال حتى لو لم يعجبك أو كان ضد فريقك، يمكنك الرد ولكن بأدب ومنطق وحجة لا بسباب وشتم يوغر صدورنا على بعضنا. هكذا سنكون أرقى وستبقى بيننا حبال من الود نختلف في كرة القدم ونتفق على إنسانيتنا وعلى ما تربينا عليه.