لا تزال الطفلة الفلسطينية نور درويش (10 أعوام) تتذكر الأيام القاسية التي عاشتها وأسرتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. ولم تنس مشاعر الخوف التي عاشتها هي وعائلتها وخلال مقابلة أجريت معها ضمن كتاب "رسائل من أطفال غزة"، الذي يجمع قصص الأطفال بروايتهم ولغتهم البريئة للحديثعن ما عاشوه خلال الحرب. وتقول نور إنها عاشت وأسرتها وأقرباؤها الذين نزحوا من المناطق الحدودية لحظات خوف ورعب مع كل صوت انفجار وقصف قريب خلال العدوان على قطاع غزة، كما لا تنسى استشهاد عشرة أطفال كانوا على الأرجوحة أول أيام عيد الفطر. وتضيف نور "مع كل صوت قصف لمنزل قريب منا كنا نصرخ ويبكي الأطفال، ونصاب بحالة صعبة لا نستطيع نسيانها حتى اللحظة فنحن نحب الحياة ونريد أن نلعب ونحيا كباقي أطفال العالم بدون موت وقصف ودمار". مبادرة شبابية وكتاب "رسائل من أطفال غزة" هو مبادرة شبابية تمنح الأطفال فرصة صياغة الحرب الأخيرة على قطاع غزة بمفهومهم الخاص بعيدا عن تعقيدات الخطأ والصواب وعن تعقيدات التراكيب اللغوية. ويوضح إيهاب الغرباوي -أحد القائمين على المبادرة-أنها "عبارة عن مجموعة من قصص عاشها أطفال من قطاع غزة تحدثوا فيها عن الحرب الإسرائيلية بشكل عام، ومخاوفهم الصغيرة وأمانيهم، وكل ما يجول في خاطرهم، من خلال إجراء مقابلات معهم للتعبير عن ذلك"، مضيفا أن الكتاب ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية حتى يصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء، في الدول الغربية. إيهاب الغرباوي: المبادرة مجموعة قصص عاشها أطفال من غزة (الجزيرة) وذكر أن الدافع وراء الفكرة هو "ضعف الرواية التي تناصر القضية الفلسطينية في الدول الغربية وتنحاز دائما للرواية الإسرائيلية، وكذلك الأخطاء غير المقصودة في طرح الرواية الفلسطينية التي يقع بها بعض الشباب الفلسطينيين والعرب المتحمسين" من خلال حواراتهم مع الغربيين في فضاء الإنترنت الواسع". ويرى أصحاب المبادرة أن الأطفال هم المتضرر الأكبر من العدوان والشاهد على فظاعة ما قام به الجيش الإسرائيلي بحق قطاع غزة، وروايتهم لا يمكن تكذيبها كونهم يتحدثون عن ما عاشوه ببراءة، وقال إنه تقدم بهذه المبادرة ضمن مشروع "مية همة ولمة" التي تشرف عليه "مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي" وهي منظمة غير حكومية، وتمت الموافقة عليه. عشرات القصص وذكر أنه أجريت المقابلات التي أضيفت في الكتاب مع قرابة مائتي طفل من قطاع غزة عاشوا ظروفا قاسية خلال العدوان على قطاع غزة، و"تحدثوا بكل براءة عن ما عايشوه، وتم إدراج أربعين قصة في الكتاب". ويرى الغرباوي "أن هذه المبادرة من شأنها أن تحدث فارقا على مستوى التعاطف على الصعيد الشخصي لقراء الكتاب. وسيتم العمل بكل قوة على أن يصل الكتاب إلى أقصى ما يمكن". وأشار إلى "ضرورة البدء بسبل استعطاف رأي ذات فعالية أكبر، سيرا على النهج العالمي الجديد المتبع في السينما، والتي تركز على تفاصيل حياة الأشخاص مما يعمل على تعلق المشاهد بالشخصيات التي يشاهدها وبالتالي تعاطفه معها، ذلك أن كثيرا من الجمهور الغربي لا يتابع الشاشات المليئة بالجرحى والقتلى والأشلاء، مضيفا أنه سيتم عرض الكتاب باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية في عدة معارض عربية ودولية كبيرة حتى يحقق هدفه بإيصال صوت هؤلاء الأطفال.