في المُجتمع السّعودي، هُناك أُناسٌ هوَايتهم؛ وغَايتهم ووَظيفتهم، نَقد الأفكَار مِن أجْل النّقد، وتَحطيم المَشروعات مِن أجْل تَحطيمها، فهُم يَنتقدون مَن يُمارس عَملاً ثُمَّ يَضعون البَديل عَن هَذا العَمل، لَيس حُبًّا بالبَديل، وإنَّما لتَحطيم المَشروع الذي أنتَ بصَدده..! أعرف أنَّ هَذا الكَلَام مُتشابِك، وغَير وَاضِح، ولَن يَشرح المَقَال إلَّا المِثَال.. مِن هُنَا أستعين بالله -عَزّوجَلّ-، ثُمَّ أستعيذُ مِن الشّيطان الرَّجيم، ثُمَّ أُصلِّي وأُسلِّم عَلى المَبعوث رَحمةً للعَالمين، وأشرَح الفِكْرَة بالمِثَال التَّالِي: قَبل سَنوَات كُنتُ ألعَب كُرَة القَدَم في عَصَاري رَمضَان، وأدعُو أصدقَائي للّعب مَعي، البَعض مِنهم يُوافِق، ولَكن البَعض الثَّاني يَرفض وبشدّة، حَاملاً سِلَاح النَّقد والتَّحطيم، حَيثُ يَقول: الله يسَامحك يا أحمد.. هَل في أحَد "صَاحي" يَلعب الكُرَة وهو في عَصر رمضَان؟ قُلتُ لَه: نَعم، أنَا صَائِم وألعَب الكُرَة، ومَاذا تُريدني أن أفعَل إن لَم أفعَل ذَلك؟ قَال: إنَّ المُسلم يَنبغي عَليه أن يَستغلّ عَصريّة رَمضَان في قِرَاءة القُرْآن، ومُطَالعة كُتب الحَديث، وقرَاءة الكُتب المُفيدة مِثل كِتَاب "ريَاض الصَّالحين".. قُلتُ لَه: هَذا جيّد، ومَأجور عَليه، ولَكن لعب الكُرَة يَكفي أنَّه مِن المُبَاحَات..! وللأمَانَة فقَد أُعجبتُ بكَلام صَديقي هَذا، فسَألتُ عَنه أسرَته ومَن حَوله: هَل يَقرأ القُرْآن فعلاً؟! فقَالوا: لَا والله، وإنَّمَا يَمضي عَصريّة رَمضَانه في مُخَاصمة أهل بَيته، أو يُجري مُكالَمَات مَملوءة بالنَّميمة، ومحشوّة بالغيبَة.. حِينها قُلتُ في نَفسي: الحَمدُ لله أنَّني ألعَب الكُرَة، لأُحَافِظ عَلى رَشَاقة صيَامي؛ ونَظافته وطَهَارته مِن العيُوب والسيّئات والخَطَايَا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم تَأمّلوا مَن حَولكم، ستَجدون أنَّ هُنَاك الكَثير مِثل صَاحبنا هَذا.. أُولَئك الذين يُحبطون المَشروعات البَسيطة، بحجّة القيَام بمَشروعات أكبَر، وفي النّهاية لَم يُدركوا لا "بَلَح الشَّام" ولا "عِنَب اليَمن"، حَيثُ يُزيّن لَهم الشّيطان الأمُور، ليَخسروا العَملين، وهُمَا إمَّا استغلَال الوَقت بالقرَاءة النَّافعة المَأجور عَليها، وإمَّا لعب الكُرَة..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain