فوجئنا في الآونة الأخيرة بمسؤولين في مختلف الوزارات وآخرها الصحة بالأمس الأول يخرجون بتصريحات مفادها «مشاريعنا متأخرة وليست متعثرة»، وذلك في إطار موجة لتبرير جوانب القصور، والحقيقة أن المواطن لا يمكنه أن يصبر لسنوات طويلة على المسؤولين حتى يرى ثمرة مشاريع تم التعاقد بشأنها قبل أكثر من 6 سنوات على سبيل المثال، إن الحكم على نجاح المسؤول من عدمه يبقى مرهونا بحجم الإنجاز الذي يقدمه على الأرض وليس بالتصريحات التبريرية من الغرف المكيفة. وعلى الرغم من محاولات غالبية المسؤولين تجميل صورتهم بالتأكيد على أن التأخير خارج عن الإرادة، إلا أن كل ذلك لم يعد يقنع أحدا، لأن السبب الحقيقي هو غياب التخطيط والارتباك، وإلا بماذا نفسر توقف العمل في الكثير من المشاريع بعد البدء فيها بأسابيع معدودة، لأسباب تتعلق بسوء التخطيط وظهور كابلات أرضية بصورة مفاجئة في الموقع، إن أمانة المسؤولية تقتضي الإعلان عن الأسباب الحقيقية لتوقف المشاريع وعدم إلقاء اللوم على المقاولين فقط باعتبارهم الحلقة الأضعف وأنهم لن يخرجوا لانتقاد الجهة التي تشغلهم حتى لا تمنع ترسية المشاريع عليهم مستقبلا. إن الذاكرة تحفظ سقوط الكثير من المشاريع من دائرة الاهتمام بعد أن فقد الأمل في تنفيذ الكثير منها، كما لا يمكن تبرئة الكثير من الأنظمة المعمول بها من التأخير وذلك لاعتمادها مبدأ «العرض الأقل ماليا في الترسية».