شارك أكثر من 800 من أئمة وحاخامات وهواة قيادة الدراجات بسباق رمزي للدراجات جاب الشوارع الرئيسية في العاصمة الألمانية برلين مساء الأحد، بهدف تعزيز أجواء التسامح وقيم العيش المشترك والتفهم المتبادل بين نحو نصف مليون مسلم وعشرة آلاف يهودي يسكنون برلين. وانطلقت هذه الفعالية الرياضية بالتزامن مع أسبوع قيادة الدراجات في برلين، وارتدى المشاركون فيها قمصانا كتب عليها شعار مسلمون ويهود من أجل التسامح، ومثلت الدراجات ثنائية القيادة العدد الأكبر من الدراجات المشاركة بالسباق الرمزي، وقاد كل واحدة منها إمام وحاخام. ودعت جمعية شبكة المسؤولية للحوار الديني في برلين لسباق الدراجات، ضمن فعاليات تنظمها بالعاصمة الألمانية، بهدف إزالة الأحكام النمطية المسبقة تجاه المسلمين واليهود، وفي إطار سباق درجات رمزي مماثل تنظمه بين التلاميذ من مختلف الأديان بمدارس برلين. مسار وحوارات وانطلق سباق دراجات الأئمة والحاخامات الرمزي -الذي لفت أنظار أعداد كبيرة من المارة والسائحين وسط العاصمة الألمانية- من أمام بوابة براندنبورغ التاريخية، ومر بمصاحبة الشرطة على دائرة المستشارية والبرلمان الألمانيين، ومسجد مولانا الذي تعرض لحريق متعمد الصيف الماضي، ومسجد الشهيد الذي يعتبر من أكبر مساجد برلين، والكنيس والمتحف اليهوديين في العاصمة الألمانية. ودارت بين الأئمة والحاخامات قائدي الدراجات خلال السباق حوارات شملت مواضيع مختلفة من بينها القيم الإخلاقية المشتركة بين الأديان، وأوجه الشبه بين اللغتين العربية والعبرية. وقال فريد حيدر -الإمام بأحد مساجد برلين- للجزيرة نت، إنه وافق على المشاركة بهذه الفعالية بمجرد السماع بها، بهدف الإسهام في تعزيز قيم التسامح والمزيد من التفهم بين المسلمين والمسيحين واليهود، وسط أجواء برزت فيها موجات من الخوف المرضي من الإسلام ( الإسلاموفوبيا) والعداء للمسلمين واليهود في برلين. وأشار حيدر إلى أن فعاليات عديدة للحوار الديني تقام بالعاصمة الألمانية دون أن يسمع بها كثيرون، وتمنى أن تسهم التغطية الإعلامية الواسعة للسباق في لفت أنظار شرائح واسعة لأهدافه. انتظار صدى ومن جانبه قال حاخام الجالية اليهودية في برلين دانيال التر للجزيرة نت، إن سباق الدراجات الرمزي يمثل إشارة مهمة، يأمل أن تؤدي لتعميق مزيد من علاقات التعاون وإطلاق مشروعات مشتركة بين الأئمة والحاخامات في برلين. وتحدث الحاخام شلومو أفنياس عن تذكير السباق له بأجواء عاشها في حياته السابقة قبل قدومه لبرلين في مدينة طشقند بأوزبكستان، وأشار إلى أنه عاش وسط مجتمع أكثريته من المسلمين الذين اعتاد من جيرانه منهم أن يقدموا له الأطعمة والحلويات بأعيادهم الدينية. وقال بيرنهاردت هايدر من جمعية شبكة المسؤولية للحوار الديني الداعية للسباق إنه ينتظر صدى إيجابيا لتغطية الفعالية على متابعي تغطيتها الإعلامية بالشرق الأوسط، حيث ألقى النزاع الدائر هناك بتداعيات سلبية على العلاقة بين المسلمين واليهود. واعتبر هاينريش شتوسن -مسؤول جمعية المدينة الذكية المعنية بحقوق قائدي الدراجات في برلين- أن مشاركة جمعيته بهذا السباق جاءت بهدف تعزيز السلم المجتمعي بين المسلمين واليهود والديانات الأخرى، وعدم القبول بحظر الدخول أو السير لأتباع أي دين بأي منطقة في برلين. وأشار إلى أن جمعيته أرادت استغلال السباق في الدعوة لزيادة طرق مرور هواة قيادة الدراجات في العاصمة الألمانية، وتوفير حماية أكبر لقائدي الدراجات من النساء والأطفال بشوارع برلين.