هكذا تبلغ (المجلة العربية) الأربعين من عمرها المديد وقد اكتمل نموها واستوى عودها، واستقام لها المسار الذي اختطه لها ربانها، وبدأت منذ طفولتها المبكرة تصل إلى قارئيها ومعجبيها بانتظام وتفاجئهم بكل جديد مثير ومثمر وبموضوعات منتقاة تخصص وتفتح لها ملفات موسعة يستكتب بها أفضل الأقلام من مختلف البلدان العربية وغيرها.. مما ضاعف عدد النسخ المطبوعة منها لإلحاح وكلائها في الدول الأخرى بزيادة الأعداد المخصصة لهم إلى الضعف أو يزيد. وهي كما أعلم تستعد للاحتفال بأربعينها خلال الأيام القليلة القادمة، إذ صدر عددها الأول في مطلع شهر شعبان 1395هـ أغسطس 1975 م، وتعاقب على رئاسة تحريرها علماء أجلاء وكتاب بارزون وهم الأساتذة: منير العجلاني وحمد القاضي وعبدالعزيز السبيل وعثمان الصيني وأخيرا عبدالله الحاج ولكل منهم دوره ومكانته. ولدت في كنف الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف وانتقلت معه في طفولتها إلى وزارة التعليم العالي، وأخيرا انتقلت مع مؤسسات ثقافية أخرى إلى وزارة الثقافة والإعلام، وما زالت تجدل ضفائرها وتضع زينتها وتلبس أحلى حللها مطلع كل شهر، وتجدها في أغلب مدن العالم وبالذات المدن العربيـة. وبالمناسبة.. للمجلة حق علي فهي من احتضنني في بدايات كتاباتي ورحب بي ابتداء من العدد 291 لشهر ربيع الآخر 1422 هـ، يوليو 2001 م بمقال: (الجهيمان والجاسر رائدا الصحافة والطباعة في المنطقتين الشرقية والوسطى) وتبعه ما لا يقل عن أربعين مشاركة وإن لم تكن منتظمه، فمن حقها علي أن أرد لها شيئا من الجميل، عرفانا واعترافا لها بالفضل، وليس هذا فحسب بل أصدرت لي ضمن (كتيب المجلة العربية) الذي بدأت إصداره وإرفاقه بأعدادها من شهر المحرم 1418 هـ تشرين الثاني 1997 م – أربعة كتب وأعتقد أني الوحيد من بين من كتب بها يصدر له هذا العدد منها وهي: • عبدالكريم الجهيمان.. عطاء لا ينضب.. العدد 59 ذو القعدة 1422هـ، يوليو 2002 م. • أحمد السباعي.. رائد الأدب والصحافة المكية العدد 99 ربيع الأول 1426 هـ أبريل 2005 م. • معركة الشعر المنثور في الصحافة السعودية قبل نصف قرن مع عدد المجلة 383 ذو الحجة 1429هـ ديسمبر 2008 م. • بدايات تعليم المرأة في المملكة، العدد 170 مع عدد المجلة 409، صفر 1432هـ ، يناير 2011 م. فمن حقها علي أن أشكرها بشكر العاملين بها وأدعو لها بمزيد من التوقد وبطول العمر وتدفق العطاء. محمد بن عبدالرزاق القشعمي