قال وزير الخارجية الفرنسي إنه يريد اتفاقا متماسكا بشأن برنامج إيران النووي يضمن عدم امتلاكها قنبلة نووية. وكشف مصدر دبلوماسي أوروبي عن سبب تعثر مفاوضات لوزان حول الملف النووي الإيراني فجأةً وانفراط عقد جولتها الجديدة بعد أن كان الحديث يدور الجمعة الماضي، وهو اليوم الخامس من جولة التفاوض الحالية، عن تقدم قد يدفع بوزراء الخارجية الفرنسي والبريطاني والألماني للحضور إلى لوزان، الأمر الذي تغير في اللحظة الأخيرة، وتقرر أن يحصل هذا اللقاء في مكان ما من أوروبا وأن يقتصر على الأوروبيين والأميركيين دون سواهم، بسبب وجود تباينات في ما بينهم، خصوصاً بين واشنطن وباريس، حيال كيفية التعاطي مع إيران التي غادر وفدها لوزان عائداً إلى طهران. وقال المصدر الأوروبي إن فابيوس اتصل بوفد بلاده إلى لوزان طالباً عدم تقديم أي تنازلات إضافية للإيرانيين قبل أن يوضحوا صحة ما تردد عن أنهم قاموا في السنوات الماضية بتطوير تصاميم لرؤوس حربية نووية. وعلق الأميركيون على الموقف الفرنسي بدعوة باريس إلى التركيز على البرنامج الحالي لإيران وليس العودة إلى الماضي، بينما أعرب الإيرانيون عن سخطهم مما يطرحه الفرنسيون واصفين إياهم بـ"مخربي الصفقات". من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن القوى الكبرى "موحدة" في المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، وذلك وسط تكهنات عن خلافات مع فرنسا، مؤكداً أنه "لن يتسرع" ليصل إلى اتفاق سيئ. وقال كيري قبل مغادرته سويسرا متوجهاً إلى لندن للقاء نظرائه الألماني والفرنسي والبريطاني "أشدد على أننا موحدون في هدفنا ومقاربتنا وعزمنا وإصرارنا لضمان سلمية البرنامج الإيراني بالكامل". إلى ذلك أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن "لا شيء لا يمكن حله" في المفاوضات، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق على الرغم من أن الاختلافات ما زالت موجودة بين طهران ومفاوضيها الغربيين. وقال روحاني "أعتقد أن الاتفاق ممكن، لا شيء لا يمكن حله، وعلى الطرف الآخر أن يتخذ قراره الأخير في هذا الصدد".وقال روحاني إنه "خلال هذه السلسلة من المفاوضات في لوزان كانت هناك اختلافات في مسائل معينة، وظهرت أيضاً وجهات نظر مشتركة قد تشكل قاعدة لاتفاق نهائي"، موضحاً أن "بعض نقاط الاختلاف في وجهات النظر ما زالت موجودة".وتابع الرئيس الإيراني أنه "عندما يريد الطرفان التوصل إلى اتفاق، يعني ذلك أن عليهما الموافقة على الخضوع لضغوط إضافية لأن الخطوات الأخيرة هي الأصعب دائما".