أطلقت شركة «تسلا»، التي أسسها ويرأسها رجل الأعمال الأميركي المليونير إيلون مسك سيارة كهربائية بالكامل، متفوقة الخصائص، من شأنها أن تنافس أفضل السيارات شهرة في هذا القطاع، ابتداء من «فيراري» و«بورشه» و«مرسيدس»، وانتهاء بـ«لمبورغيني» و«مزاراتي» و«ماكلارن» وغيرها من الأسماء الكبيرة. السيارة، التي أثارت اهتمام وسائل الإعلام الأميركية وعشاق التقنيات الحديثة، هي طراز «Tesla S P85D»، فهي لدى تجربتها على مضامير السرعة والأداء المتفوق، لم يكتفِ صاحبها مسك إيلون بمضاهاة «ماكلارن إف 1» فحسب، بل قرر أن يخوض، عن طريق شركاته الأخرى في كاليفورنيا، ساحة تطوير الصواريخ والمركبات الفضائية، وكذلك تغطية العالم كله بالإنترنت، وبالاشتراك مع «غوغل» قرر أن يجعل مركبته الكهربائية أكثر قوة. وكان مسك - الذي يصفه البعض بأنه هوارد هيوز زمانه - قد غرد في «تويتر» بأنه سيحسن تسارع «تسلا» الجديدة من نقطة الصفر إلى سرعة 60 ميلا في الساعة بمقدار 0.1 ثانية. وقد لا يبدو ذلك أمرا مهما، لكن هذه الإضافة الجديدة ستحصل عن طريق تحديث برمجيات السيارة الخاصة بمحولها الكهربائي. وسيجري ذلك «عبر الهواء» تماما كما يحصل عندما تقوم «مايكروسوفت» مثلا بتحديث أجهزة الكومبيوتر، أو هواتف مستخدميها وتعديلها عن بعد، مما يعني أنه لا حاجة مطلقا لمالكي السيارة إلى اصطحابها إلى الوكيل المعتمد، أو قسم الصيانة للقيام بذلك. وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه مستقبلا لتصليح السيارة وصيانتها عن بعد، من دون الحاجة إلى زيارة المرأب، إلا إذا دعت الحاجة إلى استبدال بعض القطع والأجزاء الضرورية. ويعتبر هذا الطراز هو أسرع طرز «تسلا» حاملا لواءها لأن هنالك حاليا فئات منها تتراوح في القوة والسرعة والحجم. ومعظم هذه السرعة صادرة عن وضع محرك كهربائي ثان على محور العجلات الأمامي. وهذا ما يشير إليه حرف الـ«D» في السيرة وهو الحرف الأول من كلمة «ديوال» التي تعني بالإنجليزية «مزدوجا». وبذلك تحولت السيارة إلى مركبة رباعية الدفع، ذات عزم دوران مرتفع جدا. وتبلغ قوة المحرك الخلفي 470 حصانا، والأمامي 221 حصانا، أي ما مجموعه 691 حصانا. تستغرق سرعة تسارع «تسلا» من 0 إلى 60 ميلا 3.2 ثانية، مثلها مثل أي سيارة متفوقة من الطراز الأول. وبعد إنجاز التحديث المنتظر عليها عبر الكومبيوتر، ستكون أسرع من غيرها باستثناء قلة ربما تكون من مركبات التجارب، أو الطرز المستقبلية. أما سرعتها القصوى فقد حددت إلكترونيا بـ155 ميلا في الساعة رغم أن وزن السيارة يبلغ 2.5 طن تقريبا، بسبب رزم بطاريات الليثيوم الثقيلة المعدة لتسييرها بين 270 و300 ميل قبل نفاد شحنتها. وهذا يعتبر، بحد ذاته، رقما قياسيا بالنسبة إلى السيارات الكهربائية التي لا يستطيع أي منها مقاربة مثل هذه القدرة في الوقت الحاضر. وتقول مصادر الشركة إنها بعد افتتاحها محطات لتزويد السيارة بالطاقة الكهربائية السريعة على طرقات ولاية كاليفورنيا، افتتحت أيضا، في إطار بنية أساسية مستقبلية، 20 محطة من هذا النوع كخطوة أولية في بريطانيا تنتمي تقنيا إلى القرن الـ21 فيما يعتبر البعض أن المركبة برمتها مثال حي لما وصلت إليه تقنيات السيارات. ومنذ طرح طراز S عام 2012 - الذي كان يفتقر آنذاك إلى محرك أمامي وبالتالي إلى حرف D الذي يشير إليه - تميزت المركبة بسعتها ورحابتها والراحة التي توفرها لركابها الـ5 (مع مقعدين إضافيين للصغار أو لذوي الأجسام الصغيرة) مما برر تصنيفها من قبل المراقبين والصحافة المتخصصة على أنها واحدة من أفضل 5 سيارات في العالم عام 2012. هذا النجاح الكبير دفع الشركة إلى تطوير طراز S إلى S P85D عن طريق إضافة المحرك الأمامي الذي حولها إلى وحش كاسر، ولكن بإطلالة هادئة إذ لا يصدر عنها أي صوت أو هدير كما هي الحال مع «الفيراري» مثلا، خاصة عند الإقلاع بسرعة. وباتت مثل هذه «السيدان» الكبيرة الرباعية الدفع، سيارة صالحة لكل أحوال الطقس، خاصة المثلجة منها، أو الطرق المغطاة بالجليد.. ويبلغ سعرها 121 ألف دولار في الولايات المتحدة. لوحة قيادة السيارة تشبه شاشة جهاز كومبيوتر لوحي كبيرة يعمل باللمس. ولدى اختيار «نمط الجنون» منها، والكبس على دواسة السرعة، تقفز هذه المركبة بسرعة إلى 60 ميلا في الساعة رغم ثقلها ووزنها الكبيرين، من دون أن يصدر عنها أي صوت سوى حفيف الهواء الذي تحتك به. ومن صفاتها الأخرى مقاعدها الرياضية المجوفة التي تحتضن ركابها بالكامل، وعجلة القيادة المدفأة للمناطق الباردة، والكاميرا الأمامية، والرادار الخلفي للتنبيه، والمستشعرات والمجسات الإلكترونية التي تمهد لبزوغ عصر السيارات المسيرة ذاتيا، إضافة إلى كل أنواع الرفاهية المتوفرة داخلها كما في السيارات الفاخرة. واستنادا إلى رئيس الشركة إيلون مسك، سيكون بالإمكان قريبا رصد جميع مهام السيارة من بعيد، أو حتى استدعاؤها من موقفها إلى باب دار صاحبها عبر ساعة «آبل» الذكية. وشركة تسلا لا تفكر في تحديث طرازاتها فقط - كما حصل مع طراز S - لكنها تخطط لمشاريع مستقبلية على رأسها إنتاج سيارة رياضية كبيرة «إس يو في» ستكون كهربائية بالكامل معدة للسير على كل التضاريس الأرضية، تمتلك مثل هذه المواصفات أو أكثر. * محركات السيارات ومواصفاتها المحرك البترولي: محرك سلس جدا يصدر هديرا هادئا، وهو الأكثر استخداما في عالم السيارات حاليا، باستثناء المركبات الثقيلة منها، مثل الشاحنات، والحافلات، والجرارات، التي تستخدم محركات الديزل، وتبلغ كفاءته 38 في المائة. محرك الديزل: محرك يصدر ضجيجا مرتفعا، بطيء الاحتراق، ولكنه اقتصادي ويدوم طويلا، إلا أن سعره أغلى من سعر المحرك البترولي، ويقطع في الخزان الواحد من الوقود مسافة أطول من المحرك البترولي. بعض المراقبين ما زالوا يعتقدون أنه ليس نظيفا بما فيه الكفاية، وملوث للبيئة. كفاءته تصل إلى 44 في المائة. المحرك الكهربائي: أفضل المحركات قاطبة إذا ما توفرت له بطاريات جيدة، ولكن رغم التحسن النسبي الحاصل مؤخرا في صناعة بطاريات «أيون - الليثيوم» فإنه لا تزال المشكلة التي يواجهها شحن البطاريات وتوفر المحطات المخصصة لذلك. كفاءة المحرك الكهربائي هي الأعلى وتصل إلى 96 أو 98 في المائة، خاصة إذا كان يعمل على التيار المتناوب (إيه سي) الثلاثي الأطوار 50 - 60 هيرتز. من ميزاته أنه لا يحتاج إلى ناقل للسرعة (تروس) لأن عزم دورانه عال جدا، ويبدأ من نقطة الصفر حتى أعلى سرعاته، على عكس المحرك البترولي الذي يصل إلى قمة عزمه في السرعات العالية، ومحرك الديزل الذي يصل إلى القمة في منتصف مجال دورانه، ثم إن المحرك الكهربائي يتميز بقلة عدد أجزائه التي تدور، مما يسهل تركيبه ونصبه في أي مكان، عند العجلات مثلا، أو في أي مكان آخر كونه لا يحتاج إلى جذوع دوران طويلة. من ميزاته الأخرى أنه يدور بسرعة أكبر من سرعة سائر المحركات، والدليل على ذلك بعض القطارات الكهربائية الحديثة، مثل الـ«بوليت» في اليابان، و«يورو ستار» الذي يربط بين بريطانيا وفرنسا، وقطار «تي جي في» الفرنسي. وهو قادر، في السيارات، على الدوران حتى سرعة 15 ألف دورة في الدقيقة براحة تامة، مقابل 12 ألفا للمحرك البترولي كحد أقصى. المحرك الرحوي (وانكل): كالذي تستخدمه شركة «مازدا» مثلا في بعض سياراتها الرياضية. هو عالي الكفاءة، ويتميز بصغر حجمه، لكنه عالي الضجيج، ويحتاج إلى مادة صلبة جدا لا تتأكل عند رؤوس جزئه الدوار أو لدى احتكاكها بالإطار المحيط بها.