أكد جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، قيام تنظيم داعش بذبح 3 من أفراد قوات البيشمركة الذين كانوا أسرى لدى التنظيم المسلح، مشيرا إلى «أننا عرفنا عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ونعتقد أن الخبر صحيح كون تنظيم داعش عبارة عن عصابات إرهابية شريرة ولا عمل لها سوى القيام بأعمال إجرامية». وقال ياور لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل أمس: «إن تنظيم داعش لم يستدعِ شهودا لحضور جرائم ذبحه للأسرى، بل هم ينفذون جرائمهم ويصورونها ويعرضونها، وهذا ما فعلوه مع الأسرى البريطانيين واليابانيين والأميركان والأقباط المصريين وحرق الطيار الأردني وغيرهم». وكان تنظيم داعش قد نشر أمس شريطا يظهر قيامه بذبح 3 من عناصر قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق سبق لهم أن ظهروا في شريط آخر نشر في فبراير (شباط)، ضمن مجموعة من 21 أسيرا كرديا موضوعين داخل أقفاص. وتوعد التنظيم في الشريط الذي تداولته حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل الاجتماعي ليل الخميس - الجمعة، بإعدام المزيد من الأسرى الأكراد في حال واصلت البيشمركة قصف مناطق يسيطر عليها. وتخوض هذه القوات على خط تماس، بطول نحو ألف كلم في شمال العراق، مواجهات مع التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو (حزيران). ويبدأ الشريط الذي حمل توقيع «ولاية نينوى» التابعة للتنظيم، بإظهار جرحى ينقلون إلى مستشفى، وصوت شخص غير ظاهر يقول: «البيشمركة قاموا بإطلاق صواريخ على منازل الآمنين». وعرض الشريط دمارا في منازل عدة. بعد ذلك، يعرض الشريط تباعا الأسرى، كلا على حدة، وهم يقتادون من قبل عناصر من التنظيم. وارتدى الأسرى زيا برتقالي اللون، وكانت يدا كل منهم مقيدة خلف ظهره. وجثا الأسرى في 3 أماكن مختلفة، قاسمها المشترك أنها تقع قرب منازل مدمرة. وتحدث كل من العناصر الثلاثة الذين كانوا يقتادون الأسرى، باللغة الكردية، وكانوا محاطين بمسلحين من التنظيم. وتوجه أحدهم بالقول لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني: «ها أنتم ترتكبون نفس حماقاتكم من جديد، فتقصفون الآمنين وتقتلون النساء والأطفال وتخربون بيوت المسلمين وأسواقهم». وأضاف: «في كل صاروخ تطلقونه على المسلمين الآمنين، ستقتلون بأيديكم أحد أسراكم، ومصير هذا المرتد هو نفس المصير الذي ينتظر عشرات الأسرى المأسورين لدينا من جنودكم، إذا عدتم لغبائكم مجددا». وأظهر الشريط كلا من العناصر الثلاثة وهم يهمون بحز السكين على رقبة كل من الأسرى، وأتبع ذلك بمشاهد تظهر رأس كل منهم موضوعا على جثته. وسبق لهؤلاء الأسرى أن ظهروا في شريط نشره التنظيم في 22 فبراير وكانوا من ضمن 21 أسيرا كرديا عرضهم التنظيم داخل أقفاص في قضاء الحويجة جنوب غربي مدينة كركوك الغنية بالنفط، التي توجد فيها قوات البيشمركة منذ يونيو. وقال التنظيم في حينه إن هؤلاء أسروا خلال هجوم على المدينة نهاية يناير (كانون الثاني). وكشف ياور عن أن «هناك 72 مفقودا من مقاتلي البيشمركة خلال معاركنا مع تنظيم داعش، وقد عثرنا على بعض جثث شهدائنا في مقابر جماعية وتعرفنا عليها بعد إجراء فحوص الـ(دي إن إيه)»، مشيرا إلى أن «مقاتلينا الذين أسرهم تنظيم داعش والذين تم عرضهم في الحويجة كانوا إلى فترة قريبة في نفس القضاء (الحويجة) وقد تم نقلهم إلى الموصل خلال المعارك في صلاح الدين لتحرير تكريت». ونفى الأمين العام لوزارة البيشمركة بشدة الأنباء التي كانت قد تحدثت عن وجود وساطات بين البيشمركة أو جهات كردستانية وتنظيم داعش عن طريق شيوخ عشائر عربية في كركوك أو الحويجة لإطلاق سراح الأسرى من قوات البيشمركة الموجودين لدى التنظيم الإرهابي، وقال: «نحن أيضا سمعنا بهذه الأنباء التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات، لكنني أؤكد لكم تماما وبكل وضوح لم ولن تكون هناك أي مفاوضات أو وساطات، سواء مباشرة أو غير مباشرة مع هذا التنظيم الإرهابي، وحوارنا الوحيد معهم هو الحرب». وشدد على أن «أي إنسان لا يمكن أن يتفاوض مع هؤلاء المجرمين الإرهابيين، ونحن كجهة رسمية سواء القيادة في الإقليم أو وزارة البيشمركة لم ولن نتفاوض مع جهة إرهابية ونحن جزء من التحالف الدولي وليس لأي أحد صلاحية قانونية أو شرعية التفاوض مع تنظيم إرهابي إجرامي مثل (داعش)». وحول قرار البيشمركة المشاركة في معركة تحرير الموصل، قال ياور: «كلنا يعرف أن الموصل منطقة كبيرة وتحتاج إلى قوات كبيرة وخطط دقيقة، ويجب أن يشارك التحالف الدولي والقوات الاتحادية (الجيش العراقي) وقوات من الموصل نفسها، حسبما يؤكد باستمرار كل من أسامة النجيفي (نائب رئيس الجمهورية) وأثيل النجيفي (محافظ نينوى)، فإذا استكملت كل الاستعدادات وعلى أعلى المراحل واطلعنا على الخطط بوضوح وتم توفير مستلزمات المعركة؛ من أسلحة وعدد المقاتلين، فسوف يكون القرار رهن قائد قوات الإقليم الرئيس مسعود بارزاني». وتمكنت القوات الكردية في الفترة الماضية، بدعم من ضربات جوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، من استعادة بعض المناطق في شمال العراق من سيطرة تنظيم داعش، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.