تأجج الغضب بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة على مر عقود طويلة لأسباب أخرى بعيدا عن إطار السياسة، مثل انتقال لاعب معين الى الغريم الآخر، لتلصق به تهمة الخيانة للأبد. أبرز الخونة على الاطلاق كان البرتغالي لويس فيجو، الذي كان ملقبا بـعدو برشلونة الأول بعدما كان معشوقهم في الماضي، قبل أن ينتزع منه مواطنه كريستيانو رونالدو اللقب، وذلك بعد انتقاله لريال مدريد عام 2000 ليصبح أغلى لاعب في العالم مقابل 60 مليون يورو. وسعى كل فريق لانتقاء أفضل لاعبين في العالم وضمهم الى صفه بأغلى الأثمان من فرض نفوذه على الآخر، ولأجل ذلك لجأ كلاهما لحيل ملتوية وألاعيب مشروعة وغير مشروعة لسرقة النجوم بتقديم إغراءات وتنازلات. ويستعرض هذا التقرير أبرز اللاعبين الذين كانوا على وشك الانتقال لريال أو لبرسا قبل أن يخطفه الآخر، مع سرد كواليس وأسرار كل صفقة. وهذه الحلقة عن أوزيل صانع الالعاب الألماني المتميز تردد اسمه كثيرا قبل مونديال 2010 ضمن المواهب الواعدة المتوقع تألقها في البطولة، وبالفعل كان عند حسن الظن حين قاد المانشافت الشاب للمركز الثالث، ليصبح أبرز المطلوبين بسوق الانتقالات بعد البطولة. اختاره المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بالاسم، وتبنى صقل موهبته بعد أن ضمه في موسمه الأول بريال مدريد من فيردر بريمن عقب انتهاء كأس العالم، في الوقت الذي كان يحلم فيه برشلونة ومانشستر يونايتد بالفوز بخدماته. وتردد أن إدارة برشلونة عرضت ما بين 7 و15 مليون يورو على اللاعب صاحب الأصول الكردية التركية، لكن المدرب بيب جوارديولا لم يدعم الفكرة، حيث كان مكتفيا بثنائي صناعة اللعب أندريس إنيستا وشابي هرنانديز. غير أن أوزيل، الذي انضم لريال بسعر رائع (15 مليون في 5 سنوات)، نجح بشكل باهر مع الميرينجي على صعيد التمريرات الحاسمة وتفوق رقميا في كثير من المناسبات على ثنائي لاروخا، وكان خير ممول لزميله كريستيانو رونالدو غزير الاهداف. وقيل إن جوارديولا أغلق الباب امام أوزيل لاعطاء الفرصة لأبناء مدرسة لاماسيا، كما أنه كان متمسكا بسيسك فابريجاس الذي جاء في الموسم التالي من أرسنال الإنجليزي. وأجرت صحيفة سبورت الكتالونية استطلاعا للرأي لمعرفة رأي جمهور برسا بشأن أوزيل، فأبدى 58% منهم رفض الصفقة وتفضيل الاستعانة بناشئي النادي، وعلى النقيض أظهرت صحيفة موندو ديبورتيفو التي تشاطرها نفس الميول موافقة غالبية قرائها على شراء النجم الألماني. ومع مرور السنين اعترف ساندرو روسيل رئيس برشلونة السابق بأنه كان ولا يزال يحلم بالتعاقد مع أحد نجوم ريال مدريد الحاليين، وهو ما فسره الجميع بأنه تلميح لاسم أوزيل، حيث أن أسلوب لعبه مناسب للـتيكي تاكا. ساهم أوزيل في تتويج الريال بالثلاثية المحلية: الدوري والكأس والسوبر قبل أن يشد الرحال الى أرسنال.