كان "عشمي" أن تُعالج قضية تسرّب الموظفين السعوديين من القطاع الحكوميّ إلى القطاع الخاص، لكني مثل العروس "جات" تفرح ما لقت أيّ مطرح!. ولأنّ معالجة أيّ قضية تُشبه الهدف في رياضة كرة القدم، إن لم تُسجّله أولاً في مرمى خصمك سجّله خصمُك أخيرًا في مرماك، فقد ظهرت قضية تسرّب آخر لدينا، ويا قلب لا تحزن!. يقول الدكتور منصور عبدالعزيز المنصور نائب مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية، أنّ نسبة ٣٠٪ من الموظفين السعوديين في القطاع الخاص يتسرّبون إلى القطاع الحكوميّ، يعني تسرّبًا عكسيًّا بزاوية ١٨٠ درجة، و"مفيش حد أحسن من حد"!. وكأننا بعد أن أخفقنا في معالجة قضية التسرّب الأول، عُوقبنا بأن حلّت علينا قضية التسرّب الثاني!. أنا أعتقد أنّ التسرّب الأول يحصل عند الموظفين القُدامى في القطاع الحكومي، أصحاب الخبرات الكبيرة، ممّن يقدّرهم القطاع الخاص أكثر فيمنحهم فرصًا وظيفية فيه برواتب أعلى، وأنّ التسرّب الثاني يحصل عند الموظفين الجُدد في القطاع الخاص، أصحاب الخبرات القليلة، ممّن لا يقدّرهم القطاع الخاص، فيتسرّبون للقطاع الحكومي الذي هو -ومن وجهة نظرهم- ليست فيه أعمال كثيرة ومرهقة، فلماذا يبقون إذن في القطاع الخاص؟!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ التسرّبيْن أخوان توأمان، قد تعاكسا في الاتجاه، لكنهما تطابقا في تأثيرهما السلبي، ولا معالجة لهما سوى تحسين كلّ الرواتب والحوافز المادية وبيئات العمل لجميع الدرجات في القطاعين، كي يحصل الاستقرار المطلوب، ولا استقرار يُفيد الوطن بغير ذلك!. @T_algashgari algashgari@gmail.com