ستكون الأنظار شاخصة نحو النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عندما يقود فريقه باريس سان جرمان في مواجهة لوريان المتواضع في افتتاح المرحلة الـ 30 من بطولة فرنسا. وكانت الكاميرا التقطت "إبرا" وهو يوجه الشتائم إلى حكم مباراة فريقه ضد بوردو التي خسرها 3/2 الأحد الماضي وإلى الدولة الفرنسية، وأثارت تصريحاته جدلا كبيرا من مختلف الجهات الرياضية والسياسية وكان عرضة للانتقادات من كل حدب وصوب رغم تقدمه باعتذار يؤكد فيه بأنه كان يتكلم عن الكرة الفرنسية وليس عن البلد. "على مدى 15 عاما لم أر في مسيرتي حكما سيئا لهذه الدرجة"، هذا ما قاله إبراهيموفيتش خلال تهجمه على الحكم المساعد بعد المباراة التي سجل فيها ثنائية أدرك من خلالها التعادل مرتين قبل أن يخطف بوردو الفوز قبل دقيقتين من النهاية"، مضيفا: "أن هذا البلد التافه لا يستحق باريس سان جرمان". ورأى جوزف أنطوان بيل، الحارس السابق لمرسيليا وسانت أتيان وبوردو، في تصريح لصحيفة "ليكيب" بأنه "لا يوجد أي سبب يدفعنا إلى مسامحة "إبرا" على أخطائه، أنه أمر مؤسف لأنه أصبح في نهاية مسيرته (33 عاما)، وبتصرفات من هذا النوع، هو يظهر بأنه لم يفهم حتى الآن روحية الفريق". وسرعان ما وصلت إهانة "إبرا" الذي يتقاضى أجرا سنويا يصل إلى 15 مليون يورو، إلى مسامع السياسيين وكانت ردة الفعل الأبرز لرئيسة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين التي قالت: "من يعتبر فرنسا بلدا تافها فبإمكانه أن يرحل، الأمور بهذه البساطة". أما وزير الرياضة باتريك كانير فاعتبر أن اعتذار إبراهيموفيتش ليس كافيا، مضيفا: "إذا كانت شخصية بأهمية زلاتان إبراهيموفيتش تقوم بتصرفات من هذا النوع فلا يجب أن يتفاجأ بمواجهة صعوبات في الملاعب (صافرات استهجان واعتراضات الجمهور عليه)، وهذا سيكون مؤسفا للغاية". وبطبيعة الحال، لم تكن رابطة حكام كرة النخبة راضية عن تصرفه، وقد تحدثت عن "فورة جديدة من الكراهية والعنف اللفظي" تجاه الحكام. وقد أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن لجنة الانضباط ستدرس قضية إبراهيموفيتش الذي يواجه احتمال إيقافه لعدة مباريات قد تصل إلى خمس مباريات، وستصدر اللجنة قرارها في التاسع من الشهر المقبل. ومن المؤكد أن ما حصل في مباراة بوردو سيرفع حجم الإحباط الذي يشعر به إبراهيموفيتش خصوصا بعد أن تأهل فريقه إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب تشيلسي الإنجليزي دون خدماته بسبب طرده بعد نحو نصف ساعة من بداية لقاء الإياب (2/2). واضطر سان جرمان إلى تحمل عبء اللعب بعشرة لاعبين ليس فقط على مدى ساعة وإنما على مدى 90 دقيقة، حيث استطاعوا انتزاع التعادل 2/2 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1/1 والذهاب 1/1).