عاش المحاسب المالي، براندون ستانتون، مواليد 1984، أزمة شخصية ومالية بعد طرده من عمله في إحدى الشركات الخاصة. ظل فترة طويلة يبحث عن وظيفة تسد جوعه وتقيم أوده بلا نتيجة. اشترى له كاميرا شبه احترافية من نوع «كانون» وحاول أن يتعلم عليها التصوير؛ ليخفف من حدة آلامه النفسية. شرع فور أن اقتنى الكاميرا في تصوير المناظر الطبيعية والمباني المميزة. لكن بعد فترة استوقفته تعابير مطلية على وجه أسرة في قطار. التقط صورة لها دون إذنها. وتأمل الصورة ووجد فيها قصصا لم يستطع التقاطها في المناظر الطبيعية أو المباني. قرر أن يبدأ خطوة جديدة ترتكز على التقاط الصور للبشر وليس الحجر. راقت له الفكرة جدا ولا سيما بعد أن انطلق في بلورتها إلى واقع. توهجت التجربة عندما زار نيويورك. لم يلتقط صورا لتمثال الحرية أو برودواي أو معالم تايمز سكوير. التقط صورا للعابرين في نيويورك. لكن بعد الحصول على إذنهم هذه المرة. كان أصعب شيء هو أن يتحلى بالشجاعة ويتقدم نحوهم ويطلب أن يصورهم. ردود أفعال أصدقائه الإيجابية دفعته إلى تخصيص ملف لهذه الصور في "الفيسبوك" بعنوان (البشر في نيويورك). كان مقررا أن يبقى أسبوعا في المدينة الأمريكية المزدحمة، بيد أن القصص التي رآها والتعليقات التي تصفحها جعلته يمدد الإقامة في نيويورك حتى إشعار آخر. تطورت الفكرة. أضاف إليها تعليقا. كان يسأل كل مَن يتوجه نحوه، ما أصعب شيء يواجهك في الحياة؟ كانت الإجابات مفاجئة وملهمة. أرفقها مع الصور فتفجرت الفكرة وأصبحت مشروعا مشوقا يتناقله الركبان، فحزم براندون عفشه وصوره إلى موقع تمبلر للتدوين ليستضيف صوره وتعليقاتها التي باتت هدفا لملايين القراء. جمع الوجوه التي تصفحها في كتاب حقق أعلى المبيعات. وقابل الرئيس أوباما في القصر الأبيض. وتحول من موظف مطرود إلى مصور مطارد. تبحث عنه كبريات الشركات والمؤسسات والأفراد ليصورها. فاستضافته "فيسبوك" في مقرها لتصوير فريقها بعدسته الإنسانية العفوية وغيرها الكثير. أكبر نجاح حققه براندون هو عندما تحرر من الخوف وسأل المارة أن يصورهم وفاز بإجاباتهم. دائما الخوف يحدنا ويحدد طموحاتنا. الله وحده هو من يستحق أن نخشاه ونهابه وغيره لا. عزيزي لا تخف من شيء. خف فقط من خوفك.