عائلة صغيرة أب وأم وطفلاهما البنت والولد.. يعيشون حياة سعيدة متواضعة فيها رضا ومحبة وحنان وبر.. ماتت الأم.. أخذ الأب على عاتقه العناية بطفليه ولم يستطع أن يوفق بين عمله وبينهما.. تزوج لكي تساعده في القيام بمسؤوليته وتهتم أيضاً ببيتها.. لم تحسن المعاملة مع هذين الطفلين فالابن ابن الثانية عشرة والابنة ابنة الثامنة.. قرر الابن أن يأخذ أخته ويهرب في ليلة باردة بحثاً عن الدفء خارج المنزل.. أوقفه أثناء بحثه عن مأوى أمام أحد المراكز الكبيرة في المدينة.. قبع على أحد أرصفتها وأخته بجانبه نامت الطفلة.. ولم ينم هذا الطفل الذكي جداً.. والذي تربى على الحنان والعطف من أمه.. وذاق طعم المرارة من امرأة أبيه.. نظر حوله فرأى بجوار المركز البنك والأوتيل.. الخارجون منه والداخلون في أزياء جميلة أنيقة.. سرح بفكره وامتد خياله.. وقال في نفسه صامتاً وبعينه متأملا: كيف لو امتلكت هذا البنك؟ عدد كبير من الفضائل سوف ابني مدينة آوي فيها الأبناء الذين يهربون من عنف امرأة الأب.. سوف ابني ملجأ للأيتام.. سوف ابني مستشفى يعالج فيه الفقراء من غير مقابل.. سوف أفعل وأفعل.. وبينما هو في هذه الحالة ضرب الحارس بقدمه أرضية المركز الرخامية.. ماذا تفعل هنا؟ أجاب: لا شيء.. انزوى إلى الركن الآخر بحيث لا يراه أحد.. وقال في نفسه: حتى أحلامنا يقــتـلونها.. فاكس:6514860