×
محافظة المنطقة الشرقية

مستشفى الأمير سعود بن جلوي يطلق «مشاريع التحسين»

صورة الخبر

قبل أيام كان للمجتمع السعودي موعد مع العرس الثقافي السنوي، من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي اختتمت فاعلياته نهاية الأسبوع الماضي، وشهد إقبالاً ملحوظاً من شرائح المجتمع كافة تجاوز مليون زائر خلال ثمانية أيام متتالية، سبقت يوميه الأخيرين، وتنوّع الحضور بين رجال ونساء، كبار وصغار، آباء وأمهات برفقة أطفالهم، ما ظهر معه شغف هذا المجتمع بارتياد هذا النوع من المعارض. وأكدت دراسة صادرة عن «مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي» التابع لشركة «أرامكو»، أن المجتمع السعودي يُولي تنمية هواية القراءة لدى أطفاله بمعدل ساعة يومياً اهتماماً كبيراً، بينما معدّل البالغين هو 81 دقيقة في اليوم. وأوضحت المشرفة على جناح الأسرة والطفل في المعرض إيمان الخطيب، أن من فاعليات المعرض تخصيص جناح خاص بالأسرة والطفل، حفل بنشاطات وبرامج يومية متنوعة، واستفادت منها النساء والأمهات، إذ تضمنت ورش عمل مصاحبة، ومحاضرات في مجال التربية وتنمية حب القراءة، وفي مجال الصحة والإسعافات الأولية وغيرها. ولم تخلُ النشاطات الخاصة بالطفل من عنصر الجذب والتشويق، وهدفت إلى التعلّم من طريق المرح في أروقة المعرض عموماً، وداخل جناح الأسرة والطفل خصوصاً مثل: نادي القراءة بمشاركة جامعة الملك سعود الذي احتوى على ثلاثة عناصر: البحث عن كنز المعرفة، ملك القراءة وتدوير كتاب. وأيضاً نادي القراءة الخاص بمكتبة الملك عبدالعزيز تحت عنوان «رحلة كتاب»، في حين حظيت الصالة التي خصصت لمركز «قصتي للتدريب التربوي»، في مشاركته الأولى بالمعرض، بالحصة الكبرى من الزوار والتفاعل من الأطفال بعمر 4 - 12 سنة، إذ فاقت الأعداد الأولية خلال أسبوع واحد أكثر الـ2500 طفلة وطفل. وأشارت الخطيب إلى أن المعرض كان فرصة جيدة لأفراد الأسرة جميعهم للزيارة والمتعة وكسب الفائدة من دون رسوم مدفوعة. وأوضحت مديرة مركز «قصتي» زمزم القرعاوي أن البرنامج تضمّن على ستة أركان منها ألعاب حركية، ووجهة نظر عبر تطبيق «يوتيوب»، وآخر اعتنى بتعزيز خيال الطفل من طريق أسئلة وحوارات، كذلك ركن «افتح القفص» حول التفكير الإبداعي خارج النطاق المعتاد، وأوراق ملونة وأعمال وتجارب علمية، إضافة إلى واحة «اقرأ» و «المشهد الصامت» الذي نفذ داخل ساحة المعرض، وفيه وضع الأطفال المشاركون أقنعة على وجوههم. إفادة وتسلية أم رند زارت المعرض مرات عدة برفقة بناتها، وقد عبّرن عن سعادتهن بالأجواء والنشاطات الثقافية التي استمتعن بها، لا سيما في نهاية الأسبوع، إضافة إلى الإعداد والتنظيم الجيد والخدمات المقدّمة للزوار. وأبدت رغد الراجحي إعجابها بعرض المشهد الصامت، لأنه «هدف إلى إيصال رسالة المساواة وعدم التفرقة والعنصرية سواء من ناحية الجنس أو السن. أفراد العرض جميعهم يضعون أقنعة، ويؤدّون مهاماً ترمز إلى حب المعرفة والتعلّم وتنمي حب القراءة والاعتماد على الذات». الطفلة نوف (9 سنوات) جالت في المعرض وشاركت في نشاطات، ونالت دور نشر تعرض قصصاً للأطفال إعجابها. كما اشترت كتاب رواية وأهدتها إلى أختها الكبيرة. وقالت رفاه الحريز، وهي من هواة القراءة والكتابة، أنها تحرص على حضور معرض الكتاب الذي يحتضن في مساحة كبيرة وتحت سقف واحد دور نشر محلية وعربية زاخرة بمئات الكتب، في وقت قد لا يجد بعضهم كتبه المنشودة في المكتبات. وتعتبر أن هذا ما يبرر الإقبال الكبير على المعرض في مقابل ضعف ارتياد المكتبات. وتقدّر الحريز نسبة شراء الكتب في المعرض بنحو 65 في المئة، علماً أن بعض الزوار يجدون في المعرض فرصة للترفيه والاطلاع ومشاركة أصدقائهم ومتابعيهم من خلال التصوير وعرض صورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما تقول، مشيرة أيضاً إلى أن البعض الآخر ربما يشتري كتاباً جذبه غلافه أو عنوانه فقط. وهذا لا يعني أنه قارئ. أما غلا العليان فحضرت بمعية إخوتها الصغار، وأودعتهم ليستمتعوا في أركان نشاطات الطفل، وجالت في أرجاء المعرض للاطلاع على الإصدارات الجديدة. الحاجة الحقيقية ولم يتفق الكاتب محمد المزيني مع الدراسة التي كشفت أن معدّل قراءة الفرد السعودي يبلغ 81 دقيقة يومياً، إذ لفت إلى أن هناك إحصاء أكثر دقة يفيد بأن معدّل القراءة في المجتمعات العربية لا تتجاوز 65 ثانية في اليوم للفرد الواحد، عازياً سبب موافقته على الإحصاء الأخير، إلى أنه لو كان المجتمع العربي يهتم بالقراءة لأصبح أكثر وعياً، وتقدّم حضارياً وفكرياً. وأضاف: «لما وجدت بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العربية كالإرهاب وغيره». ووصف المزيني البرامج والنشاطات المخصصة للأسرة والطفل في المعرض بالعشوائية وعدم التنظيم، مشيراً إلى عدم وجود دراسات عميقة لحاجات الطفل والأسرة التي من شأنها أن تساهم في التأثير الإيجابي في شكل مباشر فيهما، لافتاً إلى أن الحاجة الحقيقية للمجتمع السعودي ترتكز على ما يقرأ؟ وماذا عليه أن يقرأ؟ وكيف يوجّه قراءته في صورة بناءّة تخدم مستقبل الفرد والأسرة خصوصاً والمجتمع عموماً؟