هانجيم المدرب الهولندي، الذي تولى تدريب الهلال، حيناً من الدهر، جعل منه شيئاً مذكوراً حينها، وارتقى بأدائه وبمستواه، ليضاهي به الفرق الأوروبية وقتئذ، لكنه أقيل بعد فترة بسيطة، وفي ظروف غامضة كما يحدث مع جل مدربينا، بالرغم من نجاح تجربتهم!! هذا المدرب، كان متجهماً وعبوساً لا يتحدث ولا حتى يبتسم، وغادر البلاد ولم ينطق إلا بعبارة واحدة، قطعت قول كل خطيب، حينما قال وقتها وبالنص (فريقي أسد..عندما يجرح ينقض على خصمه) بعدها سكت هانجيم، عن الكلام المباح، وغادر إلى بلده (هولندا) مصطحباً معه الكونكورد الأزرق، وأفضل لاعب سعودي حينها، اللاعب الهلالي فهد الغشيان والذي خاض هو الآخر هناك، تجربة احتراف (فاشلة) كصويحباتها من التجارب السعودية!! ما قاله هانجيم كرره نصاً، سيبريا المدرب المؤقت الذي استلم الفريق، قبل وصول المدرب الحالي، وأنا أجزم أنه لم يسمع الأول حين قال هذه العبارة، وربما لا يعرفه أصلاً، ولكن هي كاريزما وهيبة بطل، استنطقت الاثنين معاً، لكن يا ترى هل يعي سيبريا، أن فريقه الذي أسماه أسداً، هو الآن لا يرى منه إلا (مخلباً) واحداً، يدافع به عن هيبته المفقودة، ويخربش به الخصوم، ويحاول من خلاله إثبات تواجده، وأن هذا الفريق الذي تعادل مع الأهلي، وفاز على الخليج، في الدقيقة الأخيرة، وخسر أمام السد، بالرغم من أنه لم يشكل سداً، منيعاً أمام مرماه، وكان الفوز عليه، أمراً متاحاً وسهلاً، لو كان في الهلال مهاجمين!! وسر به سيبريا كثيراً، كان فريقاً، مهاباً ومرعباً، ترتعد فرائص آسيا كلها، فضلاً عن الفرق المحلية، عند ذكر اسمه، وأن الكثير من الفرق المحلية، والإقليمية، وحتى القارية، تفخر عندما تظهر أمامه بالتعادل، وبعضها تحل أزماتها الإدارية والفنية، ويترقب لاعبوها لقاء الهلال، ليأخذوا مستحقاتهم المتأخرة، لمجرد حتى الظهور بمستوى مشرف أمامه، إذا استحال الفوز!! صحيح أن الفريق، بدا أجمل وأفضل وأكمل معك يا سيبريا، لكنه ليس الهلال الذي نعرفه، وصحيح أنه بدأ يقدم كرة حديثة، وسهلة ممتنعة، وخالية من العقد، وعادت إليه روحه، بعيداً عن لاعبي الاستعراض، والذين كانوا يشلون الفريق، ويضيعون الوقت، ويفصلون الوسط عن الدفاع والهجوم!! والواحد منهم كان يضيع قرابة العشر دقائق في اللعب الفردي، لكن بالرغم من كل هذا، ليس هذا هو طموح عشاق الفن الأصيل، يا دونيس، وليس هذا هو مطمع العارفين بعظمة كبير آسيا، هم يريدون عودة زعيمهم، الذي كان يسلب النوم من عيون خصومه ليلة لقائه، ويبكي أنصارهم ومشجعيهم، بعد صافرة النهاية، فهل تطيقون إعادته؟؟ عزاء الجماهير الهلالية، في تحركات الرئيس الجديد، والتي جاءت منسجمة مع الواقع، وملبية لمطالبات كل الخبراء والغيورين على الزعيم، والذين طالبوا بفسح المجال أمام الخبرات الإدارية والفنية السابقة، التي تحيط بالفريق، وإعطائها المجال، لخدمة فريقها من جديد، وهو ما حصل بفتح الباب، أمام المهندس طارق التويجري، للاستفادة من خبرته مجدداً، وإعادة اكتشاف الكابتن الكبير يوسف الثنيان في مجال الاستشارات الفنية، ملامح الإدارة الجديدة وإن كانت مؤقتة، ظهرت بعيدة عن المركزية، وتبشر بخير، وهذا ما يحتاجه الفريق للعودة مجدداً، سواءً استمرت الإدارة الحالية، أم رحلت، ترى هل يعود الزعيم؟؟