هل بلغ السيل الزبى لدى القيادة السعودية بعد التصريحات الفجة التي تطاولت فيها وزيرة الخارجية السويدية على نظامنا القضائي وبنياننا الاجتماعي بسبب ما حسبته الوزيرة حكمًا جائرًا صدر ضد أحد مواطني المملكة؟! يوم أمس صدر بيان مجلس الوزراء السعودي الذي تضمن ردًا واضحًا متوازنًا على الخارجية السويدية جاء فيه: (إن الإساءة إلى النظم القضائية والأنماط الثقافية والاجتماعية لمجرد اختلافها مع النمط السائد في دول أخرى، هو أمر يتعارض مع الأسس والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع الدولي التي تنادي بضرورة احترام الأديان والتنوع الثقافي والاجتماعي للشعوب. كما أن مبادئ الإسلام الذي يدين به حوالى 1500 مليون مسلم في العالم هي مبادئ غير قابلة للمساومة، ويتعين احترام خيارات الشعوب الإسلامية ومنهجها في الأخذ بكافة أساليب النماء والتطور وعدم إقحام أنظمتها وشؤونها كمادة لتحقيق أغراض سياسية داخلية من قبل السياسيين في أي دولة، لما في ذلك من تعارض مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الودية بين الدول، وإن المملكة العربية السعودية إذ يؤسفها صدور مثل تلك التصريحات غير الودية، لتأمل ألا تضطر على ضوء ذلك إلى إجراء مراجعة لجدوى الاستمرار في العديد من أوجه العلاقات التي تربط بين البلدين). بيان حاسم جامع يسري عليه المثل الشائع: (قطعت جهيزة قول كل خطيب). ومع كل اللغة الدبلوماسية الهادئة التي تمتاز بها سياسة المملكة، إلاّ إن من البيّن أن صبر المملكة بدأ ينفد، إذ ربما تطلب الأمر مراجعة شاملة للعلاقات بين الدولتين، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية التي تميل عوائدها حتمًا لصالح الطرف السويدي. بقيت الإشارة إلى المعايير الغربية المزدوجة المائلة ميلاً عظيمًا، فهذا التباكي على حكم قضائي مميز ومدروس لم يسبقه أبدًا أي تنديد أو فعل ضد الجرائم البشعة التي يرتكبها الغرب نفسه ضد ملايين البشر من المسلمين تحديدًا، فضلاً عمّا يرتكبه المجرمون الآخرون برعاية وغض طرف من الغرب، والسويد جزء من الغرب!! للتذكير فقط: أحصوا عدد القتلى الأبرياء في العراق وأفغانستان وفلسطين وبورما وسوريا والصومال فضلا عن الجرحى والأرامل والثكلى! وأما المسجونون، فاسألوا عنهم سجون غوانتنامو وأبوغريب وتل أبيب وغيرها كثير! salem_sahab@hotmail.com