أكد الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية صعوبة الوضع الذي تمرّ به البلاد في المجالين الأمني والاقتصادي، وأوضح في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي بعد أكثر من شهر من استلام حكومته لمهامها أن الوضع الأمني حالياً وبرغم النجاحات التي حققتها الوحدات الأمنية والعسكرية في الآونة الأخيرة لا زال هشاً في ظل التهديدات الإرهابية المتواصلة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن تدارك هذا الوضع يستوجب إعادة بناء الثقة مع ضبط خطة أمنية جديدة للتنسيق بين المؤسستين الأمنية والعسكرية ودعمها بالمعدات اللازمة للتدخل السريع وتعزيز التواجد الأمني والعسكري على الحدود مع ليبيا. مبينا أن عدد الموقوفين في مجال الإرهاب على هذه الحدود بلغ 387 موقوفاً إلى جانب القضاء على عناصر أخرى، وتم الكشف عن مخازن هائلة من الأسلحة بالمناطق المجاورة للحدود الليبية منذ توليه منصب رئيس الحكومة. وتطرق الحبيب الصيد إلى الملف الاقتصادي وأشار إلى أن الاقتصاد التونسي تراجع بحوالي 32 بالمئة مقارنة بسنة 2010 وأن عجز الميزانية بلغ 7400 مليون دينار تونسي مقارنة ب3200 مليون دينار في 2010 كما سجلت المؤسسات العمومية عجزاً بحوالي 3500 مليون دينار، وبلغ عجز الصناديق الاجتماعية 1100 مليون دينار في حين تواصل التضخم مقابل تراجع نسبة النمو وتفاقم البطالة خاصة في أوساط حاملي الشهادات التي بلغت 31 بالمئة. وأكد الصيد أن هذا العجز والتراجع الاقتصادي أفضى إلى تعطيل عدد من المشاريع التنموية الكبرى، وأرجع تفاقم هذه المشاكل وتردي الأوضاع إلى غياب خطة ومنوال واضح في هذا المجال، وقال إن الحكومة الحالية رصدت جملة من التدخلات العاجلة كما جهزت خطة إنقاذ عاجلة وذلك بعد الزيارات التي أدّاها الوزراء إلى مختلف ولايات الجمهورية. وبين أن تدارك الوضع الحالي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي يدعو إلى تعزيز السلم الاجتماعي وتفعيل الاتفاقيات المبرمة سابقا مع الاتحاد العام التونسي للشغل والشروع في مفاوضات اجتماعية بالقطاع العام والإعداد لمفاوضات اجتماعية تمتد إلى سنتين أو ثلاث، مع وضع مسار للتنمية يرتكز على القيمة المضافة، ويستند إلى الاقتصاد الرقمي والأخضر والتضامني مع العمل على القيام بإصلاحات جوهرية تطال قطاعات عدة على غرار التعليم والصحة وصندوق الدعم. وأكد الحبيب الصيد على أنه قبِلَ مهمة رئاسة الحكومة، وكله وعي بالوضع الصعب الذي تمر به البلاد مؤكداً أنه على يقين من الخروج من هذا الوضع ومتفاؤل ومقر العزم على كسب الرهان.
