لم تعد الرياضة السعودية تتحمل المزيد من المشاكل والفضائح التي أصبحت تضرب أطنابها في كرتنا التي تزعمت القارة الآسيوية أعواما طويلة، وتغنى بإنجازاتها وبطولاتها كل العرب، لكنها ومع كل أسف أصبحت تجر أذيال الهزائم في كل بطولة تشارك بها، وليتها اقتصرت على الملعب، لهان الأمر بعض الشيء، لكن أن (تنهزم) داخل الملعب، و(تنفضح) خارجه لتتدخل أكبر هيئة معنية بكرة القدم، وتوجه لجنة تحقيق، وتؤكد أنه من حق الرئيس العام لرعاية الشباب التدخل لمصلحة كرة القدم السعودية، فهنا يجب أن نقول لاتحاد الكرة وأعضائه : ليتكم سمعتم صوت المحايدين العقلاء الذين ظلوا يرددون بأنكم تسيرون في الطريق الخاطئ، ولو سمعتم هذا الصوت لما وصل حالكم وحالنا وحال كرة القدم السعودية لهذا الحال، لكن أصحاب الهوى والميول، ضحكوا عليكم، حينما أكدوا أنكم أقوياء، وأنكم على حق..! إن الدلائل والبراهين والمواقف الواضحة أثبتت (للعقلاء الباحثين عن مصلحة عامة) بما لا يدع مجالا للشك أن اتحاد القدم يعيش في مرحلة ضعف وهوان غير مسبوقين، وتم التأكد بأن هذا الاتحاد «المنتخب» لن يستطيع فعل أي شيء تجاه أي قضية تحقق العدالة في كرة القدم لسبب بسيط، وهو (الضعف) الذي يسيطر على رئيس وأعضاء اتحاد القدم، و(الخوف) من بعض العاملين في الوسط الرياضي، ولو كان لاتحاد القدم (هيبة وقيمة) لما تجرأ عليه بعض رؤساء الأندية، لدرجة أن أحدهم وبعد أن هدده بكلام لا يليق به، منحه (إنذاراً) أخيراً لتعديل مساره...! يأتي ذلك كله بسبب خطأ تحكيمي في مباراة دورية، والمصيبة أن اتحاد القدم وبدلا من معاقبة المخطئ ووضع هيبة وقيمة لنفسه تجاوب مع هذا الإنذار وعوض الفريق في المباراة التي تلته بشكل فاضح...! إن اتحاد القدم الحالي «الضعيف المهترئ» الذي (هز) صورة الكرة السعودية لا يمكن أن يتقدم بنا للأمام خطوة واحدة بقدر ما يؤكد (العقلاء) أنه أعادنا للخلف سنوات طويلة، ومع هذا كله يجد قلة متمصلحة تدعمه وتصفق له، وتؤكد أنه قوي! وهؤلاء لا شك أن مصالحهم الشخصية أثرت على رؤيتهم التي تنطلق من باب العاطفة والميول، وإلا كيف لأحد يزن الأمور بعقل راجح أن يصف اتحاد لا يستطيع ردع المتطاولين عليه ولا تطبيق أنظمته بالقوي...! لقد حان رحيل هذا الاتحاد، ووجب على مسؤوليه تقديم مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية، هذا ما قلناه قبل أشهر طويلة، ليس من باب الميول والعاطفة، بل قلناه من جراء عمل ضعيف شاهدناه على أرض الواقع، مع التأكيد أننا كنا نأمل نجاحهم لكونهم جاؤوا عن طريق الانتخابات، لكنهم أكدوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم ساروا على نهج (المصالح المتبادلة) أي بمعنى (من منحني صوته يستحق التقدير والتعويض حتى لو أنذرني)...! بقي أن نؤكد أن هذا الاتحاد ليس في عمله ما يستحق الاحترام إذا ما استثنينا عمل لجنتي المسابقات والاحتراف، فهما الأكثر عملا وجهدا، ورغم ما شاب عمل تلك اللجنتين من شوائب إلا أن ذلك يعد أخطاء بشرية ليس فيها ما يؤكد أنه قام على تبادل مصالح أو ضغوطات.