دخلت منزلي عائدا من عملي اليومي وإذا برسالة تصلني على هاتفي المتنقل لمقطع صوتي ومرئي. فتحت المقطع واستمعت لأغنية أرسلت لي من قبل إحدى بناتي (الله يرضى عليهن). كانت الأغنية عنوانها «كنا صغارا». من سعادتي وفرحتي لكلمات الأغنية أحببت أن أهديها لكل أب يقرأ هذه الكلمات فهي معبرة ومؤثرة ولها معان تعبر عن مكانة الأب لأبنائه وبناته. الأغنية من تأليف الأستاذ عادل محسن، أستأذنه لكي أهديها لكل أب. تقول الأغنية: كنا صغارا نقعد وقت الغروب بباب الدار، ننطر جية أبينا يعود مبتسما بس وجه تعبان ومن يشوفنا يضحكن عيونه يجي محمل أبونا أشكال وألوان. وتظل تلوم فيه أمنا الحنونة تعبك هاذا تعبك لا يا أبو فلان تتعب والصغار يضيعونه. لكن يبتسم ودموعه بالعين ويقول لأمي: التعب يستاهلونه. أبونا في دنيته ما يوم مرتاح، الدنيا وياه صعبة وما يملها عنده المهم يتعب وحنا نرتاح. وأبد منية أحد ما قبلها يرجع ظهره منحني وجسمه تعبان، وتتلقاه أمي ويضحك لها وقبل ما توصله وتسلم عليه، الله يساعدك، هو يقلها هذوله حزام ظهر بساعة الشدة، هذوله ولك بالشدة يا أم فلان. عونه أبونا من المصايب يحمل جبال ولا يحمل عتب أمي وزعلها. تعب جاع وعطش وما دنق الرأس ولا رخص رقبته. أصلب رجل بيننا في المحنة يكون، وأصعب مشكلة بيده يحلها. بس أضعف رجل بالعائلة يصير إذا أمي المرض مرة وصلها. أمي شقد تحبه، شقد تداريه، مدللها الكبير وهو خلها. بس لو غضب مرة ولأمي أندار. ترجف خوف لمن ينظر لها أبونا، على أكتافه صغار وكبار. لعبنا سنين وما تعبنا، ويلبسنا حرير وهو محروم وقميصه من التعب مقلوب لونه. وأذكر لو لعبنا الوالدة تصيح أبوكم نايم لا تفززونه. بدون الأب كل العائلة تضيع ولا تصفى ولا يلتم شملها. هو الدار كلها وشمعتها وضواها وكل أهلها. علمنا الوالد، عونه له بالضيق، ومحبة أهله ومن نظرة عينك خجلها. الله هو بأقدس كتاب بالقران وأمي يا جعلها يا رضا الله ورضا الوالدين وميزات الأبوين عونه الي وصلها. تقي ويخاف ربه بيوم الحساب ويحمده على اللقمة اللي أكلها. احتضن أمه وأبوه سنين وسنين وكفوفه شمع ضواها كلها نظل نعلق للوالد شموع مثل ما هو كل عمره سعدنا. لحد اليوم تصدق منك نخاف ونجل اسمك يا والدنا، ونصونه وهنيا له إللي يسعدك ويرضيك برضاك الجنة ندخلها. بعد استماعي لهذه الأغنية رددت برسالة لبناتي وقلت: يا بناتي أجمل وأغلى ما وصلني من بناتي في حياتي. أسأل الله أن أترك هذه الذكرى بكلمات هذه الأغنية عند بناتي في حياتي وبعد مماتي. ردت علي إحداهن تقول: الله يطول في عمره يا أغلى إنسان على سطح الكرة الأرضية. في أحد الأيام وبينما كان الحسن والحسين رضي الله عنهما على ظهر جدهما صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لهما: نعم الفرس تحتكما، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: نعم الفارسان هما. أين نحن اليوم من مقام هؤلاء الفرسان. كنا صغارا. للتواصل (فاكس 6079343)