أعلنت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أمس، أن إنتاج النفط الأميركي قد يبدأ في التراجع نهاية السنة في ما يشير إلى أن المنظمة ستضطر إلى الانتظار بعد اجتماعها التالي في حزيران (يونيو) لترى اذا كان انهيار أسعار الخام سيؤثر في طفرة النفط الصخري. ودفع نزول أسعار الخام إلى النصف منذ حزيران 2014 شركات نفط إلى تقليص نفقاتها وتراجع نشاطات الحفر في الولايات المتحدة، ما يعزز التوقعات بتباطؤ إنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك». لكن المنظمة أبقت في تقرير شهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي من دون تغيير عند 1.17 مليون برميل يومياً، كما أبقت إمدادات المعروض من خارجها في العام الحالي من دون تغيير، لكنها لفتت إلى إن إنتاج الخام الصخري الأميركي قد يتقلص مع اقتراب العام من نهايته. وجاء في التقرير «منتجو النفط الصخري يدركون أن إنتاج آبار النفط النموذجية في الحقول الصخرية ينخفض سنوياً 60 في المئة وإنه لا يمكن تعويض الخسائر إلا بحفر آبار جديدة». وأضاف: «مع انحسار نشاطات الحفر بسبب ارتفاع الكلفة واحتمال استمرار انخفاض أسعار النفط (...) يمكن توقع انخفاض الإنتاج في أعقاب ذلك (...) ربما بحلول أواخر العام الحالي». وتعقد «أوبك» اجتماعها التالي في حزيران، وتشير تصريحات المسوؤلين في المنظمة حتى الآن إلى أنها لن تغيّر سياسة الإنتاج في الاجتماع المقبل حيث تنتظر أن تؤتي الإستراتيجية ثمارها. ولا تتوقع «أوبك» نمو الطلب على خامها في العام الحالي بل خفضته قليلاً إلى 29.19 مليون برميل يومياً وأبقت تقديراتها لنمو الطلب العالمي من دون تغيير. إلى ذلك، أفاد مصدر في قطاع النفط إن إنتاج ليبيا من الخام ارتفع إلى نحو 490 ألف برميل يومياً. وتمكنت ليبيا من استئناف العمل في حقلي الفيل والوفاء في غرب البلد بينما حافظت على الإنتاج من الحقول الشرقية. وفي الأسواق، هبط سعر مزيج «برنت» الخام إلى نحو 54 دولاراً للبرميل وهو أدنى مستوياته في ما يزيد على شهر، بفعل ارتفاع المخزون العالمي ومؤشرات الى احتمال التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران قد يسمح بزيادة صادراتها. وتراجع سعر «برنت» تسليم نيسان (أبريل) 1.34 دولار إلى 53.33 دولار للبرميل وهو أدنى مستوياته منذ مطلع شباط (فبراير)، لكنه تعافى في ما بعد إلى 54.20 دولار منخفضاً 47 سنتاً. ونزل الخام الأميركي إلى 43.57 دولار وهو أدنى مستوياته منذ آذار (مارس) 2009 ثم تعافى إلى 44.50 دولار. وقدر مصرف «سوسيتيه جنرال» أن المخزون العالمي إرتفع بمعدل 1.6 مليون برميل يومياً، وتوقع أن تتسارع الوتيرة إلى 1.7 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة. وقال محلل النفط في المصرف مايكل ويتنر: «شهدت أسواق النفط موجة ضعف جديدة في الأسبوع الماضي ونتوقع أن تستمر». في السياق، رأى محللون في «غولدمان ساكس» أن انخفاض أعداد منصات الحفر في الولايات المتحدة يشير إلى تراجع إنتاج النفط الأميركي في الربع الثاني. وقالوا في تقرير: «يشير العدد الحالي لمنصات الحفر إلى تراجع طفيف للإنتاج الأميركي في الربع الثاني». وكانت شركة «بيكر هيوز» للخدمات النفطية أعلنت تراجع عدد المنصات العاملة في الولايات المتحدة بواقع 56 منصة الأسبوع الماضي إلى 866 منصة.