ما هي المكارثية؟ هي سياسة هوجاء نادى بها عضو الكونجرس الأمريكي جوزيف ريموند مكارثي، المولود عام 1908م، والذي انتخب عام 1947م عضوًا جمهوريًّا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ويسكونسون، وعمره -آنذاك- لم يبلغ 40 سنة. وفي يوم ٩ فبراير ١٩٥٠م، ألقى مكارثي خطبة بمناسبة ذكرى الرئيس إبراهام لينكولن، ذكر فيها أن وزارة الخارجية الأمريكية أصبحت مليئة بأعضاء الحزب الشيوعي، والجواسيس السوفيت. ورفع بيده قائمة أسماء تضم ٢٠٥ أشخاص، اتّهمهم بالتعاطف مع السياسة السوفيتية، والشيوعيين الحمر، وكان يرأس الولايات المتحدة -آنذاك- هاري ترومان، الذي انطلت عليه أكاذيب المكارثية الكارثية، فساند هو وثلة من الجهاز التشريعي الأمريكي السيد مكارثي في حملته التاريخية الشهيرة المبنية على أوهام أكثر من حقائق، وعلى تخرصات أكثر من براهين. ومن المؤسف اقتناع طيف واسع من الشعب الأمريكي -آنذاك- بصدقية الحملة وجديتها، وسلامة مقاصدها. وكان من آثار الحملة قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق مع أكثر من ثلاثة آلاف دبلوماسي، وفصل جيمس بيرنز وزير الخارجية -آنذاك- 100 موظف بسبب عدم كفاءتهم. ومن المعلوم أن الشرق المنضوي تحت لواء الاتحاد السوفيتي قد مارس سياسات مشابهة، بل أشد سوءًا، لكن كثيرًا منها لم يظهر إلى السطح بسبب سيطرة الدولة الشيوعية على كل مرافق الحياة فضلاً عن الإعلام. وتكررت هذه الحملات في عددٍ من الدول العربية، إذ كانت الأوهام جاهزة للتسويق، والتهم رائجة للتلبيس. طبعا أساس هذه الحملات رسالة بوش الابن: (يا معاي.. يا ضدي)! لا حل وسط ولا خيار ثالث. الاشتراكيون والشيوعيون مثلا أيام الرئيس عبدالناصر كانوا (مهضومين) ووطنيين ومخلصين، ثم انقلبوا شياطين حمر أيام عز الرئيس محمد أنور السادات. وكما هي حال الميكافيلية القديمة، كذلك حال المكارثية القريبة. الأولى الغاية لديها تبرر الوسيلة، والثانية الأفكار لديها تبرر الإقصاء. وأحيانًا لا يُكتفى بالإقصاء بل لا بد من البتر جملة وتفصيلاً. ولن يعدم السياسي من يُسوّل له هذه السياسات الخرقاء ويزيّنها، بل وحتى يصوغها في إطار قانوني ونظامي وأخلاقي دون أن يرمش له جفن أو تدمع له عين. يا أمان الخائفين!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain