نجح علماء الفلك في أوروبا بإلقاء نظرة قريبة بدقة غير مسبوقة داخل قلب إحدى المجرات البعيدة عن مجرة درب التبانة التي تتبعها شمسنا. وأفاد علماء مرصد "أيسو" الأوروبي في مدينة غارشينغ القريبة من ميونيخ جنوبي ألمانيا اليوم الأربعاء بأنهم استخدموا حيلة تلسكوبية في تكبير هذه المجرة التي تبعد عن الشمس أكثر من خمسة مليارات سنة ضوئية, مليوني مرة أكبر من حجمها الحقيقي وهو ما جعل العلماء ينظرون إليها عن قرب نسبيا. واستخدم العلماء في سبيل إلقاء هذه النظرة غير المسبوقة ثلاثة تلسكوبات كبيرة مثبتة في تشيلي والولايات المتحدة وجزيرة هاواي الأميركية أيضا مما أدى إلى وجود تلسكوب افتراضي هائل قطره عدة آلاف من الكيلومترات. ويذكر أن دقة التفاصيل التي يلتقطها تلسكوب تتوقف على مدى طول قطره وهو ما جعل النظرة التي يحصل عليها العلماء من خلال هذا التلسكوب العملاق افتراضيا أدق نحو مليوني مرة عن النظرة التي يلقونها مستخدمين العين البشرية حسبما أوضح علماء المرصد الأوروبي. وأظهرت القياسات التي حصل عليها العلماء أن الإشارات الراديوية القادمة من المجرة التي تحمل رقم "3 سي 279" تأتي من منطقة ضيقة في مركز هذه المجرة. ويرجح الباحثون وجود ثقب أسود هائل في هذا المركز تعادل كتلته كتلة مليار شمس. ويأمل علماء الفلك استخدام هذه التقنية في إلقاء نظرة على مجرات أبعد وربما مشاهدة ظل الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا -درب التبانة- بشكل مباشر.