عرف عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة السويد بأنها علاقات متينة منذ زمن طويل. وزادت متانة العلاقات في السنوات القليلة الماضية بين البلدين، بعد أن أصبحت الكثير من وجهات النظر متقاربة بين البلدين، لتمتد إلى تبادل تجاري كبير أصبحت فيه المملكة العربية السعودية من أحد أهم الشركاء التجاريين لمملكة السويد. وقد زاد من متانة العلاقة زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان وليا للعهد ولقاؤه ملك السويد كارل غوستاف في العام 2001م. وعلى صعيد آخر وفي مجالات أخرى متعددة ومنها العلاقات على الصعيد الشعبي، زادت العلاقة بين المملكتين بعد زيارة ملك السويد كارل غوستاف وزوجته الملكة سيلفيا للمملكة في العام 2011م، وقاموا بتقليد الملك عبدالله ميدالية (برونز وولف). وفي العام 2008م قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان وليا للعهد ووزيرا للدفاع بزيارة وصفت بأنها من أهم الزيارات التي وطدت العلاقة بين البلدين. وقد كان من الممكن أن تتطور العلاقة بين البلدين بصورة أكبر خاصة إذا ما علمنا بأن العلاقة بين المملكتين ليست قوية على الصعيد الرسمي فقط، بل على الصعيد الشعبي من خلال ما يكنه كل شعب من حب واحترام للطرف الآخر، رغم اختلاف العادات والتقاليد والتوجهات في الحياة اليومية بين البلدين. ولكن أبت وزيرة الخارجية السويدية السيدة مارغريت وولستروم إلا أن تغير من نمط العلاقة بين البلدين، التي كانت تتجه إلى زيادة في التوطيد والنمو، لتقوم الوزيرة بخلق جو من التوتر بين البلدين. وقد استغرب الكثير ليس في المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي فقط، بل إن الكثير من السياسيين والمفكرين في مملكة السويد قد أبدوا الكثير من الاستغراب حيال ما قامت به وزيرة الخارجية السويدية من تصريحات، ليست فقط غير مناسبة، بل وغير صحيحة ومغلوطة سواء في المضمون أو التوقيت أو الأسباب. والغريب في الأمر، هو أنها كانت مدعوة للحديث كضيف في مؤتمر في جامعة الدول العربية، ولكن من البداية الكل علم بما ستقوله من أحاديث تمس كيان المملكة العربية السعودية دون وجه حق. ولكن ما كانت تعلمه وزيرة الخارجية السويدية هو مدى جدية المملكة العربية السعودية في الوقوف والتصدي لكل من يتجرأ على سيادتها مهما تكن صفته الوظيفية. وبناء على ذلك فقد تم إلغاء كلمة وزيرة الخارجية السويدية، لتقوم بعدها بعض الأقلام والأفواه بمحاولة لإحراج المملكة العربية السعودية. ولكن المملكة العربية السعودية كانت أسبق وأسرع في إتخاذ القرار. ويذكر البعض بأنها لم تتحدث بصورة رسمية عن المملكة فقط، بل واستخدمت وسائل اتصالاتها الاجتماعية الشخصية؛ لانتقاد المملكة في قرارات سيادية وقضائية تخص المملكة في أمور ليس لأي أحد الحق في مناقشتها من خارج المملكة. والكل يعرف المملكة العربية السعودية وحيادها وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وخاصة في أمور قضائية تخص الدولة. فلكل دولة قوانين. وسياسات المملكة معروف عنها بأنها دائما ثابتة.