لم يستغرب المواطنون المضمون الذي جسدته كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز في أول ظهور له بهذا الحجم منذ تقلده مقاليد الحكم ، فالملك - أيده الله - شخصية ليست غريبة على مؤسسة الحكم ؛ لأنه أحد أبرز مُخرجاتها بعد أكثر من ستين عاماً قضاها في خدمة قادتها والتصدي لأبرز أحداثها ، الأمر الذي أدى إلى صقل شخصيته وصنع منه رجل دولة لتحمل أي مسئولية مهما عَظُمَ شأنها وصَعُبَ تسنمها . لقد وضعت الكلمة النقط على الحروف ، وتجلَّت الشفافية في كيفية التعاطي مع المُتغيرات سواءً أكان ذلك على مستوى المسئول أم المواطنين ، فلم تكن تنظيراً لا يجد واقعاً ، بل كانت خارطة طريق تلامس هموم المواطن وتطمئنه على مستقبله وتحفظ بيضة الدولة وتُحقق العدالة الاجتماعية التي تضمن استمرارية تماسك الوحدة الوطنية ، والضرب بيد من حديد على كل من تسوُّل له نفسه العبث بأمن الوطن وحياة المواطنين . إن المتأمل للطرح الذي تضمنته الكلمة يجزم بأن القادم سيكون أجمل ؛ لأنها حملت تباشير حلول لكافة مساقات التنمية الداخلية ، وأكدت على المُضي قُدماً في الحفاظ على مكتسبات الوطن المادية والمعنوية ، مُحذرة في الوقت ذاته من الارتهان لبعض الإسقاطات السلبية التي يتلقفها بعض أبناء الوطن من وسائل الإعلام المُغرضة ووسائط التقنية الموبوءة التي لا هدف لها سوى زعزعة الأمن وبث سموم الشك في بُنية المجتمع وتقويض تركيبته ، ولم تقف عند هذا الحد بل قطعت القيادة على نفسها عهداً لدعم القدرات البشرية العسكرية التي وصفها الملك بأنها " محل القلب من الجسد " بكل ما يضمن حماية الوطن وتوفير الأمن للمواطنين . ولن يتأتى هذا ما لم تتوافر استراتيجية واضحة المعالم تأخذ في الاعتبار جميع المُسببات التي تخلق بيئة جاذبة لممارسات حضارية ، فتوفير السكن وبناء الاقتصاد وقيام الإعلام بدوره المحوري وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية بجودة عالية ومحاربة الإرهاب وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص في تقديم الخدمات أمور لم تغفلها كلمة المليك الجامعة المانعة . Zaer21@gmail.com