نجح كأس سمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في جمع جماهير كل الفرق في منتدى الخير في مكة المكرمة بعد أن حل ضيفا على المنتدى الذي يشارك فيه نخبة من الوجهاء والمسؤولين وذلك بعد دعوة تقدم بها المشرف على المنتدى طلعت تونسي للنادي الأهلي يطلب فيها زيارة الكأس للمنتدى للاحتفال بحصول النادي الأهلي عليه مؤخرا حيث مثل النادي الأمين العام عبدالإله مؤمنة فيما تحولت الأمسية لحوار مفتوح وشيق حول التعصب الرياضي وأهمية الحد منه خصوصا بين الأجيال المقبلة وذلك بعد أن شاعت روح المودة والألفة والمحبة بين كافة الحاضرين الذي تعددت انتماءاتهم الرياضية لكن جمعهم كأس ولي العهد فيما تعاهد الجميع على التخطيط لحملة تحمل عنوان «لا للتعصب». وحذر الوجيه طلعت تونسي في بداية مداخلته من خطورة التعصب الكروي وقال: «يفقد مشاهد كرة القدم المتعة والإثارة بسبب بعض هذه المظاهر المرفوضة، ومن المؤلم أن نرى التعصب الرياضي في الوطن العربي قد وصل لمرحلة خطيرة جدا مقلدين في ذلك تعصب الغرب الأعمى كما في دول غربية، البعض يرى في التعصب أمرا طبيعيا بين الجماهير، ونحن نقول إن هناك فرقا بين التشجيع والتعصب، فالتشجيع جزء مهم من الوفاء للفريق والنادي والمنتخب وحق على من يحب فريقه، لكن التعصب غير التشجيع، فمنذ وجدت الكرة وجدت معها الانتماءات والميول التي تخطت حدود المعقول أحيانا كثيرة، ولا بد أن ندرك أننا أصحاب عقيدة محبة، وتجمعنا الأخوة التي أمرنا بها ديننا العظيم الإسلام بحيث يعتبر كل شخص بمثابة أخ لك في الإسلام وهذا ما يفتقر إليه الغرب ويدفعهم لكراهية الآخرين». الشيخ عبدالعزيز عابد رأى أن قلة الوعي الرياضي هي بوابة للتعصب وقال: «عدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف وحب الذات والتي لا تقبل استقبال النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين مع التأثر السريع بالإعلام غير الهادف وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وهي مصلحة الوطن كلها وراء تنامي التعصب الرياضي، ولذا لابد من الوقوف أمام هذه المشكلة المؤرقة فعلا والتي ينبغي أن يتكاتف المجتمع لمجابهتها». مازن درار عضو مجلس إدارة نادي الوحدة سابقا قال: «من أسباب التعصب الرياضي قلة الوعي الرياضي، وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وكذلك حب الذات (الأنانية) التي لا تقبل النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين.. والأهم من ذلك التأثر السريع بالإعلام غير الهادف من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين، أو الإعلاميين المتعصبين في بعض القنوات الرياضية الذين يؤججون الشارع الرياضي ويغالطون الحقائق، والحقيقة حرصنا في هذا المنتدى على محاربة كل ذلك وخلق نوع من التنافس المحمود وإشاعة ثقافة محاربة التعصب بين الأبناء». ويرى سامي بصيري أن على المجتمع الابتعاد عن التعصب بشكل عام والرياضي بشكل خاص وذلك من خلال تفعيل دور واع لوسائل الإعلام، فعليها تقع مسؤولية عظيمة للكف عن إشعال نيران التعصب، فقد كان لوسائل الإعلام دور بارز في فتن كثيرة ومنها التعصب الرياضي.. وهذا الدور منوط بالمسؤولين عن الصحف والفضائيات والمواقع الإعلامية المختلفة.. أيضا إعداد حملة توعوية بين صفوف الشباب في المدارس والجامعات تتألف من مجموعة من العلماء والدعاة والكتاب لتنبيه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي.. وعلى أولياء الأمور أن يعملوا على غرس قيم الحب والأخوة في قلوب أبنائهم، ونبذ التعصب».