استكمل ناشطون ضدّ استخراج الغاز الصخري في جنوب الجزائر، حشد آلاف المعترضين للخروج في تظاهرة «مليونية» رافضة للمشروع الحكومي اليوم، في إحدى ساحات ولاية ورقلة العاصمة النفطية للبلاد (800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة)، فيما أعلنت جهات حكومية حالة استنفار حول مدينة ورقلة، محذرةً من «استغلال سياسي» للتحرّك الاحتجاجي، في إشارة إلى وصول قياديين معارضين إلى المدينة للمشاركة فيه.وأقلقت بيانا ت متلاحقة صدرت عن معارضين بارزين أكدوا فيها مشاركتهم مع أنصارهم في «مليونية ورقلة»، جهات حكومية تحاول منذ شهرين طي ملف الغاز الصخري بوعود تتعلق بعدم استغلال الاحتياطي الأولي في مدينة عين صالح، إلا بموافقة علماء بيئة وضمانات منهم بأنها غير مضرّة بالصحة. وأعلنت حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي، المشاركة في التظاهرة، وتوجّه أمينها العام محمد ذويبي إلى الولاية مع وفد رفيع من الكوادر. وأوضح القيادي في الحركة محمد حديبي، أن التنظيم قرر المشاركة في مليونية ورقلة «نصرةً لسكان الجنوب في مطالبهم، فيما تم إعلان استنفار للقواعد النضالية للحركة في المشاركة وإنجاح التظاهرة». ودعا ناشطون إلى جمع كل المتظاهرين الذين كانوا يتجمعون في ولايات جنوبية أخرى منذ بدء الحركة الاحتجاجية، في مسيرة واحدة، بعد أن توسّعت الاحتجاجات المناهضة للغاز الصخري إلى المحافظات الجنوبية المجاورة لورقلة، مثل تمنراست وإليزي وبشار. وأفاد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، خلال لقائه وزير الخارجية البرتغالي روي ماشيت الثلثاء الماضي، بأن «الجزائر مدعوّة الى استغلال التنوع الطاقوي الذي تزخر به، بما في ذلك الغاز الصخري»، بينما ردّ حديبي بأن «النهضة ستشارك في المسيرة المليونية للرد على استفزازات رئيس الوزراء ومسؤولين آخرين في الدولة». من جهة أخرى، أعلن «قطب التغيير» المشكَّل من 7 أحزاب معارضة بقيادة رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، مشاركته في المسيرة المليونية. وذكر القطب في بيان، أنه «سيكون ممثلاً برؤساء أحزاب وشخصيات، تضامناً مع المعنيين باستكشاف الغاز الصخري». وانتقد «قطب التغيير» «اللجوء إلى استعمال القوة لمواجهة مطالب مشروعة»، في إشارة إلى تدخّل الجيش لفضّ اعتصام المحتجين في عين صالح الأسبوع الماضي. وأفادت مصادر مأذون لها «الحياة»، بأن قيادة الشرطة أوفدت تعزيزات إضافية إلى المدينة، لكنها كُلفت بعدم التعرّض للمتظاهرين مع منع المسيرة من الخروج عن المحيط المحدّد لها. وقال رئيس حزب «جيل جديد» سفيان جيلالي لـ «الحياة»: «نتمنى أن تظل المسيرة سلمية، لأن تحويلها إلى أعمال عنف يخدم الحكومة لا سكان المنطقة».