يقف محمد شعلان الحارثي، حائرا مكتوفي الأيدي، وهو يرى فلذة كبده «مزون» ذات الـ10 أعوام، تئن من القصور في الكلى، بسبب عدم توفر طبيب أطفال كلى أو ممرضة متخصصة في مستشفى الملك عبدالله ببيشة، مما يضطر للسفر بها إلى خميس مشيط على مسافة تقدر بـ 250 كم يقطعون خلالها طريق «الموت» الرابط بين بيشة وخميس مشيط الذي تكثر فيه الحوادث القاتلة، للعلاج والغسل في كل مرة. وبين والد مزون أن عدم توفر طبيب وممرضة في تخصص الغسل الدموي للأطفال يجبرهم على السفر بها إلى خميس مشيط لعلاجها في مستشفى القوات المسلحة، رغم أنهم يسكنون في بيشة، ما يكبدهم متاعب ومشاق وتكاليف مالية، حيث يلزم تواجد والدتها معها، وبالتالي سفر العائلة جميعا إلى خميس مشيط ذهاباً وإياباً عبر طريق طويل وضيق تكثر عليه الحركة ويشهد حوادث دامية بشكل دائم، مطالباً صحة بيشة ومستشفى الملك عبدالله بسرعة توفير طبيب وممرضة في هذا التخصص، وتعويض مادي له ولأسرته لقاء السفر والإقامة خارج بيشة لغرض علاج مزون. المتحدث الرسمي لصحة بيشة عبدالله سعيد الغامدي أكد أنه لا يوجد استشاري أمراض كلى للأطفال في مستشفى الملك عبدالله في بيشة لمتابعة حالات الفشل الكلوي للأطفال، ويقوم قسم الأطفال العام بالمستشفى بتحويل الحالات إلى مستشفى عسير المركزي عند الحاجة لخدمة أمراض كلى للأطفال حيث إن المركز يقدم خدماته للبالغين فقط، مضيفا «نسعى لاستقطاب تخصص استشاري كلى أطفال لندرة هذا التخصص». وحول التعويض المادي قال الغامدي إن تعليمات وزارة الصحة تنص على صرف مبلغ مالي للمريض والمرافق إذا حول إلى مستشفى خارج المنطقة بموجب قرار هيئة طبية.